ومن الاعتراضات الفخرية قوله ان هذا لا يتمشى في الحركات الكمية و الكيفية فان تلك الحركات غنية عن الميل وهو مبدأ هذا البرهان.
أقول هذه كالمؤاخذة اللفظية فان بدلنا لفظ الميل بما يجرى مجراه في كونه سببا قريبا لا بد من اختلافه عند اختلاف المسبب عنه (1) والرجل العلمي كيف يرضى نفسه بمثل هذه المؤاخذة.
ومنها انه إذا فرضنا كره مركبه على دولاب دائر فرض فوقه سطح مستو بحيث يلقاها عند الصعود فإنها تماس ذلك البسيط في كل دوره آنا واحدا لا قبله ولا بعده في تلك الدورة.
ثم أجاب عنه بجواب سخيف لا نطول الكلام بذكره ثم بالاشتغال ببيان سخافته فأقول ستعلم الجواب عن شبهه الدولاب بما سيأتي في دفع شبهه الحبة المرمية (2) ثم قال فاما المنكرون لهذا السكون فأقوى ما لهم ان الحجر لو وقف بين حركته الصاعدة والهابطة فلا شك ان طبيعته باقيه عند الصعود فالقوة القاسرة ان كانت أقوى من الطبيعة فالحركة إلى ما فوق باقيه وان كانت أضعف منها فلم يكن لها حركه الصعود بل الحركة الهبوطية وان تساويتا كان الحجر ساكنا. (3) فنقول هذا القدر من القوة الغريبة يجب ان لا تنعدم لذاتها والا لم توجد فلعدمها سبب ولو كان سببه مصادمة الهواء المخروق التي جعلت سببا مضعفا للميل الغريب فذلك انما يكون في حال حركه (4) لا في حال السكون فيجب ان لا ينعدم