مطلقا وهو ظاهر ولا بعضا من المطلق إذ لا اختلاف في نفس الأمكنة ولا يجوز أيضا ان يكون المطلوب القرب من الكلية والا لكان الحجر المرسل من رأس البئر وجب ان يلتصق بشفيره.
فنقول لما بطلت هذه الاحتمالات فالحق ان يقال (1) ان مطلوب الطبيعة هو الحيز لا مطلقا بل مع شرط الترتيب فان الملائم للماء ان يكون حيزه فوق الأرض وتحت الهواء لمناسبة البرودة والاقتصاد في القوام للأرض ومناسبة الرطوبة والميعان للهواء وهكذا قياس أحياز البواقي ولو لم يكن أحيازها الطبيعية على هذا الترتيب لفسدت بمجاورة الأضداد فان الجهات أنفسها غير مطلوبه الا بحصول هذا المعنى فيها فالقصد متوجه إلى طلب هذه الغاية والهرب عن مقابلاتها والدليل على ما ذكرناه ان المكان قد يكون طبيعيا والترتيب غير طبيعي كالهواء المحصور في آجره مرفوعة في الهواء حيث إنها تنشف الماء من تحتها لشدة هرب الهواء من محيط غريب فينوب الماء عنه متصعدا في مسام الأجرة لضرورة عدم الخلاء. (2)