النمو والذبول فلكل منهما حد محدود في الطبع يتوجهان إليه واعلم أن تضاد الحركات لا بد وأن يكون متعلقا بشئ من الأمور الستة التي بها تعلقت حركه فنقول تضاد الحركتين ليس لأجل الموضوع لان الأضداد قد يعرض لها حركات متفقه في النوع كالنار في حركتها إلى فوق طبعا والماء في حركته إليه قسرا ولا أيضا لأجل الزمان لان الزمان نفسه لا يتضاد ولا أيضا لأجل المسافة لان ما فيه حركه قد يكون متفقا والحركات فيه متضادة فان الطريق من السواد إلى البياض قد يكون بعينه من البياض إلى السواد وحركه إلى البياض ضد حركه إلى السواد وكذا تضادها لتضاد الفاعل (1) وبالجملة فالأسباب المتوسطة إذا لا اضداد لها فكيف يتضاد الحركات لأجلها فبقي ان يكون لأجل ما منه وما إليه وقد مر انهما متضادان بوجه من الوجوه فهما إذا كانا متضادين بالذات كانت حركه متضادة لا كيف اتفقت فان حركه من السواد إذا لم يكن توجها إلى البياض بل إلى الأشفاف لم يكن ضدا للحركة إلى السواد فالحركات المتضادة هي التي أطرافها متقابلة سواء كان تقابلها في ذواتها كالسواد والبياض أو يكون تقابلها بالقياس إلى حركه إذ قد عرض لأحدهما إن كان مبدء لحركة وللآخر إن كان منتهى لتلك حركه و ليس إذا كان شئ كالحركة متعلقا بشئ كالطرف ويكون ذلك الشئ ليس يعرض له التضاد في جوهره بل يعرض له بالعرض كالمبدئية يجب ان يكون تضاد المتعلق به تضادا بالعرض وذلك لجواز ان يكون هذا الذي هو عارض للمتعلق به كالمبدئية داخلا في جوهر المتعلق كالحركة فان الجسم الحار والبارد يتضادان بعارضيهما وهما التسخين والتبريد والتضاد بينهما بالحقيقة وعلى هذه الصورة فان حركه ليست تتعلق بطرف المسافة من حيث هو طرفها فقط بل من حيث هو مبدء ومنتهى فان جوهر حركه يتضمن التقدم والتأخر لان حقيقتها مفارقه وقصد فجوهر حركه يتضمن المبدأ والمنتهى (2) فالأطراف من حيث هو مبدأ ومنتهى يتعلق بها
(٢٠١)