فاذن جود الحق الجواد لا ينقطع وإفاضته وخيره لا ينقضي ولا يحصى وان تعدوا نعمه الله لا تحصوها مع أن كل زمان (1) وكل حركه حادث وكذا كل جسم فهو حادث عندنا محفوف بالعدمين السابق واللاحق كما مرت الإشارة إليه وهذا غريب (2).
فان قيل هذا التقدم امر وهمي مقدر كما أن فوقيه العدم خارج العالم وهم محض فكما لا يلزم من تناهى المكان ان يكون عدمه في مكان فكذلك لا يلزم من تناهى الزمان ان يكون عدمه في زمان.
فنقول ان العقل يدرك ببداهته ترتبا بين وجود شئ وعدمه حيث لا يجتمعان (3) وليس ذلك الترتب بالعلية لان العلة والمعلول يجب ان يكونا معين ولا بالطبع لان المتقدم بالطبع لا يستحيل ان يقارن مع المتأخر بالطبع دفعه و