الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ١٣٥
الصورية فيكون عدد الأشخاص القديمة عدد الأنواع الصورية على أن الكلام (1) عائد في حصول كل استعداد خاص جزئي لما مر ان ما بالقوة متقوم بما هو بالفعل مفتقر إليه فان الاستعداد الخاص (2) انما يحدث بصوره بالفعل سابقه عليه بالطبع لا بالزمان لأنها علة موجبه له بالذات لا معدة له فنقول لك (3) ان ما أسلفناه

(1) يعنى نلزمكم أولا مادة قديمه وثانيا مواد قديمه بعدد الأنواع وثالثا مواد قديمه بعدد الأشخاص باجراء الدليل المذكور تارة في كل نوع نوع من الطبائع والصور وتارة في كل صوره صوره شخصية من كل نوع س ره (2) إذ كل استعداد لا بد له مما به استعدادات وهو الصورة المعينة كما سيجئ بعد أسطر إذ المادة بذاتها حامله القوة البعيدة المشتركة وصوره ما هي ما به تلك القوة و اما به القوة القريبة الخاصة أيمن الاستعداد فهو الصورة المعينة المخصصة للمادة وقوتها المطلقة س ره (3) محصل ما افاده بالعطف على ما تقدم ان هذه الطبيعة الجرمانية تغيرها عين ذاتها فهي ثابته في أنها متغيرة فلا ضير في استنادها إلى علة ثابته ان هذه الطبائع الجسمية الجوهرية غير متغايرة ولا منفصل بعضها عن بعض بل هي واحده متصلة وطبيعة جوهرية فاردة سيالة بذاتها ومعنى إفاضة هذه الطبيعة الممتدة السيالة على المادة ان ذاتها لا يخلو عن جهة النقص وحيثية العدم من دون ان يكون المادة أمرا متميزا منها منفصلا عنها لاستلزام ذلك كون المادة أمرا بالفعل هذا خلف وعلى هذا تكون مغايرة الصور الجرمانية والطبائع النوعية بعضها من بعض كالنار والماء وغيرهما من قبيل مغايرة حدود حركه المنفصلة بعضها عن بعض بحسب التقسيم والتسمية العقليين من غير أن تنفصل في الوجود غير أنها مختلفة الآثار والخواص كالتقدم والتأخير والشدة والضعف لما في هذه حركه من التشكيك فالمخصص لكل جزء من اجزاء هذه الطبيعة السيالة بمرتبته الخاصة ومكانه المخصوص به هو ذاته بذاته كما أن الجزء السابق من حركه الأينية مثلا انما يسبق الجزء اللاحق بنفس ذاته لا بأمر زائد عليه حتى يحتاج إلى سبب خارج من ذاته وهكذا.
هذا بالنظر إلى الطبائع المادية من جهة وجودها السيال بذاته واما بالنظر إليها من جهة ما ينتزعه العقل من ماهياتها ويخصها بأحكام وخواص ماهويه فينفصل بذلك النار من الهواء والانسان من الفرس بما لها من الاحكام والآثار فهي طبائع نوعيه متميزة بعضها من بعض تحتاج كل واحده من هذه الصور في وجودها إلى مادة سابقه يقربها من الصورة الخاصة استعداد خاص يعرضها من جهة صوره سابقه وعوارض معدة تستدعى حصول الصورة اللاحقة فيها وتبطل كل سابقه بحصول اللاحقة وترتبط كل واحد من هذه الحوادث بعلته القديمة بحصول شرائط حادثه وهذه الشرائط الجارية باختلافها معلوله لاجزاء حركه جاريه غير منقطعة فيتم من مجموع الجزء الخاص من هذه حركه والزمان الذي يتبعه و من العلة القديمة علة تامه حادثه تستوجب بحدوثه حدوث المعلول ط مد
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست