الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ١٣١
ولا جاعله فلا عبره باستمرارها كما سبق.
الرابع انا قد برهنا على أن جوهر الفلك بصورته الطبيعية الوضعية غير باق بشخصه وكذا ما فيه من الأجرام الكوكبية وغيرها وعلة حركه وموضوعها الجسم الشخصي وهو غير قديم فقوله علتها قديمه غير صحيح (1) وكذا قوله انها غير مفتقرة إلى علة حادثه غير صحيح (2) أيضا فالحق الحقيق بالتصديق ان الامر المتجدد الذات والهوية هو نحو وجود الطبيعة الجسمانية التي لها حقيقة عقلية عند الله ولها هويه إتصالية تدريجية في الهيولى التي هي محض القوة والاستعداد وهذه الطبيعة وان لم يكن ماهيتها ماهية الحدوث لكن نحو وجودها هو التجدد والحدوث كما أن الجوهر ماهيته في الذهن غير مستغنية القوام عن الموضوع ووجوده في الخارج مستغنى القوام عنه فقد يكون للوجود نعت لا يكون للماهية إذا جردت عن اعتبار الوجود وكما أن وجود الشئ متفاوت الحصول بنفسه في الأشياء بالأشدية والأضعفية وماهيته ليست كذلك فكذلك بعض الوجودات تدريجي الهوية بذاته لا بصفة عارضه الا بحسب الاعتبار والتحليل وليست ماهيته كذلك كوجود الطبيعة المحصلة للأجرام المادية فهذا الوجود لقصور هويته عن قبول الدوام الشخصي لا يكون

(1) أقول أولا مراده ان فاعلها البعيد قديم فان الكلام في ارتباط الحادث بالقديم تعالى شانه أو بوجهه القديم المفارق وثانيا ان علتها قديمه باعتبار حيثية دوامها كما صرح به والموضوع معتبر في حيثية حدوثها وحيث يعتبر الحادث مطلقا بكلا وجهيه يقال علته مركبه من جزء حادث وجزء قديم كما مر لكنه قدس سره لاحظ ان علتها القريبة هي الطبيعة عندهم س ره (2) ان قلت صحه هذا معلومه عند الكل إذ الذاتي لا يعلل.
قلت أولا ليس هذا ردا على قوله وإن كان ذلك الحدوث والتجدد ذاتيا لم يكن مفتقرا الا ان يكون علته حادثه بل رد على قوله المعلل بان ليس لها بدو فنقول هذه حركه حوادث فضلا عن أن يكون حادثا واحدا ولها بدايات فضلا عن أن يكون لها بدو واحد فتفتقر إلى العلل الحادثة وثانيا يمكن على بعد أن يكون ردا على ذلك القول فنقول حدوثها لا يعلل واما وجودها فهو مجعول فليفصل وقد أجمل س ره.
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست