أو عقل أو ذات الباري لا سبيل (1) إلى الأول لان النفس بما هي متعلقه بالجسم حكمها حكم الطبيعة المادية والصورة الجرمية المتبدلة كما مر فعله الزمان والزمانيات المتجددة المتصرمة على الاستقلال اما الباري ذاته أو بتوسط امره الاعلى المسمى بالعقل الفعال والروح وهو ملك مقرب مشتمل على ملائكة كثيره هي جنود للرب تعالى كما أشار إليه بقوله وما يعلم جنود ربك الا هو ونسبه الروح لكونه امر الله إليه نسبه الامر من حيث هو امر إلى الامر والكلام إلى المتكلم من حيث هو متكلم فله الامر والخلق فعالم خلقه وهو كل ما له خلق وتقدير و مساحة كالأجسام والجسمانيات حادثه الذوات تدريجية الوجودات متراخية الهويات عن قدرته وعلمه بخلاف عالم امره فالله سبحانه فاعل لم يزل ولا يزال كما أنه عالم مريد لم يزل ولا يزال وهو آمر خالق ابدا سرمدا الا ان امره قديم وخلقه حادث لما عرفت من أن الحدوث والتجدد لا زمان لهوياتها المادية ولهذا قال في كتابه العزيز وكان امر الله مفعولا ولم يقل خلق الله مفعولا (2) ونسبه عالم امره إليه نسبه الضوء إلى المضئ بالذات ونسبه عالم الخلق إليه نسبه الكتابة إلى الكاتب فان وجود كل صوره كتبية متأخرة عن وجود الكاتب وهو مقدم عليهما جميعا ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين
(١٢٧)