فسواء كان القيام بمعنى القوام وما به حياة المسلمين، أو كان بمعنى ضد القعود، فالآية تتضمن نكتة مهمة وهي أن كيان المسلمين معقود بناصية الحج فبه يقومون وفي ظله قوام حياتهم، فالآية نظير قوله سبحانه: * (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما) * (1).
فوصف سبحانه أموال الناس بكونها قياما لهم أي بها يقومون في الحياة، أو بها قوام حياتهم الاجتماعية، فاقتران الآيتين يعرب عن كون الحج ركنا في حياة المسلمين وبقاء كيانهم. ويشير أيضا إلى تلك الجوانب قوله سبحانه: * (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) * (2) فكانت الغاية من دعوة كل راجل وراكب إلى الاجتماع في أيام الحج خصوصا في المواقف والمشاهد، حيازة المنافع الكبيرة التي يحتوي عليها الحج. فما جاء في الآية تعبير جامع يتضمن كل نفع يرجع إلى المسلمين في ذلك الملتقى، ولا يصح لنا تخصيصه بالنفع المعنوي بإخراج النفع المادي، أو تخصيصه بنفع دون نفع، ففي ذلك الوفود إلى الله سبحانه منافع كثيرة يصطادها المسلمون حسب قابلياتهم وصلاحياتهم.
هذا ما لخصناه للقارئ الكريم من الذكر الحكيم، وأما السنة الشريفة فيكفي في ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر الإمام عليا عليه السلام بأن يتلو آيات البراءة في يوم الحج الأكبر.
قال سبحانه: * (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله برئ من المشركين ورسوله...) * (3) وهل يشك ذو مسكة في أن البراءة ورفع الأمان عن المشركين وإمهالهم أربعة أشهر عمل سياسي قام به قائد الإسلام أيام رسالته وازدهار دعوته، حتى يكون ذلك قوة للمسلمين في الأجيال اللاحقة؟
هذا هو الإمام الطاهر الحسين بن علي عليهما السلام أطاح بطاغية عصره ففضحه