تتلمذ واصل لأبي هاشم: عبد الله بن محمد بن علي بن الحنفية وغادر المدينة متوجها إلى البصرة أوائل القرن الثاني، فكيف يصح أن يتتلمذ زيد لواصل وهو أكبر منه سنا وقد تربى في نفس البيت الذي تتلمذ واصل فيه لأبي هاشم عبد الله ابن محمد بن الحنفية، ولو صح لنا الرجم بالغيب يجب أن نقول إن كليهما تتلمذا لأبي هاشم، لا أن زيدا تتلمذ لواصل، ومن هو واصل؟! وهو في العقد الثاني من عمره، وما علمه بالعقائد والمعارف وهو في ذلك السن المبكر؟! حتى يتتلمذ عليه زيد بن علي ولأجله لم يذكره مشاهير الزيدية.
إن زيد بن علي ولد في بيت رفيع، وأبوه زين العابدين إمام الأمة وعالمها الذي عكف على أخذ العلم منه الموافق والمخالف، فهل يصح له ترك أبيه والعكوف على شاب لم يرتق في سلم العلم شيئا؟!
3 - إن اشتراك المعتزلة والشيعة في مسائل كثيرة، لا يدل على أن إحدى الطائفتين عيال على الأخرى، بل هناك احتمال ثالث وهو أن كلتا الطائفتين أخذتا عن مصدر واحد، وصدرتا عن منبع فارد، وقد تقدم أن المعتزلة أخذت أصول مذهبهم في التوحيد والعدل عن الإمام أمير المؤمنين، والشيعة عن بكرة أبيهم أخذوا أصولهم وفروعهم عن أئمة أهل البيت وفي طليعتهم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.
وإنما ذهب أحمد أمين إلى ما ذهب بدافع من هواه المعروف عنه، فإنه يريد أن يسلب كل فضل وفضيلة عن أئمة أهل البيت وشيعتهم، لكن بصورة دراسة علمية حتى لا يتهم بالتعصب. وآية تعصبه أنه في نفس الوقت ينكر انتساب علم النحو إلى علي بن أبي طالب مع أن انتسابه إليه كالنار على المنار. (1)