قال: لقد أمر أمر بني عدي بعد - والله - قلة وذلة.
فقال العباس: يا أبا سفيان إن الله يرفع من يشاء بما يشاء، وإن عمر ممن رفعه الاسلام (1).
وخامسا: إنهم متفقون على أن الرسول الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم " كان أشجع البشر دون استثناء، بل سيأتي أن بعضهم يحاول ادعاء أشجعية أبي بكر على سائر الصحابة - وإن كان سيأتي أن العكس هو الصحيح - ونحن نرى في حديث الهجرة أن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " يختفى في الغار، حذرا من المشركين، كما أن أبا بكر يخاف ويبكى، رغم كونه مع النبي الأعظم، الذي يتولى الله رعايته وحمايته، وظهرت له آنئذ الكثير من المعجزات الدالة على ذلك. وقد ذكر الله خوف وحزن أبي بكر في القرآن. فكيف يخاف أبو بكر ويحزن مع أنه إلى جانب رسول الله الذي يتولى الله حمايته ورعايته، مع ادعاء محبي أبي بكر أنه أشجع الصحابة بعد الرسول الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم " - نعم كيف يخاف أبو بكر ولا يخاف عمر؟!
ولماذا يعمل الرسول بالحزم، ويراعي جانب الحذر من قريش، ولا يفعل ذلك عمر بن الخطاب؟!
ولماذا لم يحم عمر رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم "، حتى يخرجه من مكة إلى المدينة؟!.
ولماذا يرضى عمر للنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " أن يتحمل كل هذه الصعاب والمشاق، حتى يتمكن من التخلص من الورطة التي هو فيها؟!