عليه وآله وسلم " قد قتل. وقد نزل في ذلك قرآن يتلى إلى يوم القيامة:
﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا، وسيجزي الله الشاكرين﴾ (1).
رابعا: لقد رأت قريش أخيرا: أنها قد اهتدت للطريقة التي تستطيع بواسطتها أن تقتل النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، دون أن تكون مسؤولة أمام الهاشمين بشكل محدد. أو بالأحرى دون أن يستطيع الهاشميون أن يطالبوا بدم النبي " صلى الله عليه وآله وسلم ". وذلك بان يقتله عشرة، كل واحد منهم من قبيلة، فيضيع دمه في القبائل، ولا يستطيع الهاشميون مقاومتها جميعا؟ لانهم إما أن يقاتلوا القبائل كلها، وتكون الدائرة عليهم، وأما أن يقبلوا بالدية، وهو الأرجح. وإذا قتل النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، فإن القضاء على غيره من اتباعه يكون أسهل وأيسر، ولا يشكل لقريش مشكلة ذات شان. بل وحتى لو تركوهم على ما هم عليه، فإن أمرهم لسوف يصير إلى التلاشي والاضمحلال.
هكذا كانت تفكر قريش وتخطط. وهو تفكير محكوم بالعصبية القبلية. ولكنه ذكي جدا. وبالامكان تحقيق الاهداف الشريرة تجاه الرسول والرسالة من خلاله.
ولكن عناية الله سبحانه وإن كانت تشمل النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وترعاه، إلا أن من الواضح: أن إقدام قريش على تنفيذ مخططاتها - فشلت أو نجحت - لسوف يعرض علاقاتها مع الهاشميين لنكسة خطيرة، ولسوف تزيد مضاعفاتها بشكل مخيف ببقاء النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " في مكة. كما أن عادة الله قد جرت على أن لا يحول بين أحد وبين تنفيذ إرادته، بشكل قهري وقسري، إلا بنحو من العنايات والالطاف التي