يتمكنوا من تامين الحد الأدنى من الحماية له، فيما لو أراد أن يتوسع في نشر رسالة الاسلام، وفرض هيمنة هذا الدين وسلطانه، إذا احتاج الامر إلى ذلك.
وأما بعد وفاة أبي طالب رحمه الله فإن الأمور قد تطورت بشكل مخيف، حتى بالنسبة إلى شخص النبي الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم "، كما رأينا وسنرى.
ثالثا: ولقد صمد أولئك الذين أسلموا سنوات طويلة في مواجهة التعذيب والظلم والاضطهاد، حتى لقد فر قسم منهم بدينه إلى بلاد الغربة، وبقي الباقون يواجهون محاولات فتنتهم عن دينهم، بمختلف وسائل القهر تارة، وبأساليب متنوعة من الاغراء أخرى.
وإذا استثنينا أشخاصا معدودين، كحمزة أسد الله وأسد رسوله، وبعض من كانت لهم عشائر تمنعهم (1)، فإن بقية المسلمين كانوا غالبا من ضعفاء الناس، الذين لا يستطيعون حيلة، ولا يجدون سبيلا إلا الصبر، وتحمل الأذى.
وإذا فرض عليهم أن يستمروا في مواجهة هذه الآلام والمشاق، دونما أمل أو رجاء؟ فمهما كانت قناعتهم بهذا الدين قوية وراسخة؟ فإن من الطبيعي - والحالة هذه - أن يتطرق اليأس إلى نفوسهم، ثم الهروب والملل من حياة كهذه. وقد تستميلهم بعض الاغراءات العاجلة، فيهلكون ويهلكون؟ فإنه ليس بمقدورهم أن يقضوا حياتهم بالآلام والمتاعب. بل إن بعضهم - كما سيأتي - يهم بالعودة إلى الشرك، ويتطلب السبل لمصالحة مشركي مكة، حينما أشيع في غزوة أحد: أن النبي " صلى الله