ويذكر المؤرخون هنا أيضا: أن العباس بن عبد المطلب قد حضر بيعة العقبة وأنه أراد ان يستوثق لابن أخيه فبدأ هو الكلام، فقال: يا معشر الخزرج، إن محمدا منا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا، ممن هو على مثل رأينا، فهو في عز من قومه، ومنعة في بلده، وقد أبى إلا الانحياز إليكم، واللحوق بكم، فان كنتم ترون انكم وافون بما دعوتموه إليه، ومانعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الان تدعوه فإنه في عز ومنعة من قومه وبلده.
وفي رواية، أنه قال لهم: قد أبى محمد الناس كلهم غيركم، فان كنتم أهل قوة وجلد، وبصر في الحرب، واستقلال بعدواة العرب قاطبة، ترميكم عن قوس واحدة فروا رأيكم. وائتمروا بينكم الخ..
وبعد أن استمع إلى اجابتهم، طلب " صلى الله عليه وآله وسلم " منهم: أن يخرجوا له اثني عشر نقيبا، أي كفيلا يكفل قومه، فاخرجوا له تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس؟ فكانوا نقباء وكفلاء قومهم.
وعرفت قريش بالاجتماع؟ فهاجت، وأقبلوا بالسلاح.
وسمع الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " النداء؟ فامر الأنصار بالتفرق، فقالوا: يا رسول الله، إن أمرتنا ان نميل عليهم بأسيافنا. فعلنا.
فقال: لم أؤمر بذلك، ولم يأذن الله لي في محاربتهم، فقالوا: يا رسول الله، فتخرج معنا؟ قال: أنتظر أمر الله...
فجاءت قريش على بكرة أبيها، قد حملوا السلاح. وخرج حمزة، ومعه السيف، هو وعلي بن أبي طالب " عليه السلام ". فلما نظروا إلى حمزة قالوا: ما هذا الذي اجتمعتم له؟.
فعمل حمزة بالتقية من أجل الحفاظ على النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " والمسلمين والاسلام، فقال: ما اجتمعنا، وما ها هنا أحد، والله لا