عظيما (1).
وفي موسم حج السنة الثالثة عشرة من البعثة أتى من أهل المدينة جماعة كبيرة بقصد الحج، ربما تقدر عدتهم بخمس مئة (2)، فيهم المشركون، وفيهم المسلمون المستخفون من حجاج المشركين من قومهم، تقية منهم.
والتقى بعض مسلميهم بالرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " ووعدهم اللقاء في العقبة في أواسط أيام التشريق ليلا، إذا هدأت الرجل.
وأمرهم ان لا ينبهوا نائما، ولا ينتظروا غايبا.
ويلاحظ هنا: ما لهذا التوقيت من أهمية، فلو انكشف أمرهم، فسيكون ذلك بعد تمام حجهم، ومفارقتهم للبلد، ولا يبقى من ثم مجال للضغط عليهم بشكل فعال ويلاحظ كذلك: أمره " صلى الله عليه وآله وسلم " لهم بان لا ينبهوا نائما، ولا ينتظروا غائبا. وذلك كي لا ينكشف امرهم إذا لاحظ غيرهم عدم طبيعية تصرفاتهم.
وفي تلك الليلة بالذات ناموا مع قومهم في رحالهم، حتى إذا مضى ثلث الليل بدؤا يتسللون إلى مكان الموعد، واحدا بعد الآخر، ولا يشعر بهم أحد حتى اجتمعوا في الشعب عند العقبة، وهم سبعون أو ثلاثة وسبعون رجلا، وامرأتان.
والتقوا بالرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " هناك في الدار التي كان " صلى الله عليه وآله وسلم " نازلا فيها، وهي دار عبد المطلب، وكان *) هامش) * (1) وفي البحار ج 19 ص 12: أن مصعبا قد كتب إلى النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " بذلك وكذا في إعلام الورى ص 59.
(2) طبقات ابن سعد ج 1 قسم 1 ص 149.