نعلم أن الامر ينتهي إلى هذا لم نقدم.
فقال لهم: يا معشر الأوس والخزرج، تعلمون على ما تقدمون عليه؟ إنما تقدمون على حرب الأحمر والأبيض، وعلى حرب ملوك الدنيا؟ فان علمتم انه إذا أصابتكم المصيبة في أنفسكم خذلتموه وتركتموه، فلا تغروه فان رسول الله، وإن كان قومه خالفوه، فهو في عز ومنعة.
فقال عبد الله بن حزام، والد جابر، وأسعد بن زرارة، وأبو الهيثم بن التيهان: مالك وللكلام؟! يا رسول الله، بل دمنا بدمك، وأنفسنا بنفسك، فاشترط لنفسك، ولربك ما شئت (1).
ويذكر أيضا: أن أسعد بن زرارة قد قال في بيعة العقبة: يا رسول الله، إن لكل دعوة سبيلا، إن لين، وإن شدة، وقد دعوت اليوم إلى دعوة متجهمة للناس، متوعرة عليهم:
دعوتنا إلى ترك ديننا واتباعك على دينك، وتلك رتبة صعبة، فأجبناك إلى ذلك.
ودعوتنا إلى قطع ما بيننا وبينه الناس من الجوار والأرحام، القريب والبعيد، وتلك رتبة صعبة؟ فأجبناك إلى ذلك.
ودعوتنا، ونحن جماعة في دار عز ومنعة، لا يطمع فيها أحد: ان يرأس علينا رجل من غيرنا، أفرده قومه، وأسلمه أعمامه، وتلك رتبة صعبة، فأجبناك إلى ذلك الخ (2).