والخلق معا في ان واحد وما كل أحد يصل إلى هذا المقام فان غالب الناس ان شهد الحق لم يشهد الخلق وان شهد الخلق لم يشهد الحق كما تقدم عند الكلام على الوحدة أنه لا يدركها الا من أدرك اجتماع الضدين ولعل من المشهد الأول قول الأستاذ الشيخ أبى الحسن البكري رضى الله تعالى عنه أستغفر الله مما سوى الله لان الباطل يستغفر من اثبات وجوده لذاته ويوافق قول أكثر أهل الأخبار قول السهيلي وأسلم لبيد وحسن اسلامه وعاش في الاسلام ستين سنة لم يقل فيها بيت شعر فسأله عمر رضى الله تعالى عنه أي في خلافته عن تركه للشعر فقال ما كنت لاقول شعرا بعد أن علمني الله تعالى البقرة وال عمران فزاده عمر في عطائه خمسمائة من أجل هذا القول فكان عطاؤه ألفين وخمسمائة وقيل إنه قال بيتا واحدا في الاسلام وهو * الحمد لله الذي لم يأتني أجلى * حتى اكتسيت من الاسلام سربالا * قال وممن دخل بجوار أبو سلمة بن عبد الأسد ابن عمته صلى الله عليه وسلم فإنه دخل في جوار خاله أبى طالب ولما أجاره مشى اليه رجال من بنى مخزوم فقالوا يا أبا طالب منعت منا ابن أختك فمالك ولصاحبنا تمنعه منا فقال إنه استجار بي وهو ابن أختي وأنا ان لم أمنع ابن أختي لم أمنع ابن أخي فقام أبو لهب على أولئك الرجال وقال لهم يا معشر قريش لا تزالون تعارضون هذا الشيخ في جواره من قومه والله لتنتهن أو لأقومن معه في كل مقام يقوم فيه حتى يبلغ ما أراد قالوا بل ننصرف عما تكره يا أبا عتبة أي لأنه كان لهم وليا وناصرا على رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى أي وطمع أبو طالب في أبى لهب حيث سمعه يقول ما ذكر ورجا أن يقوم معه في شأنه صلى الله عليه وسلم وأنشد أبياتا يحرضه فيها على نصرته صلى الله عليه وسلم وممن أوذى في الله بعد اسلامه ووقع له نظير ما وقع لعثمان بن مظعون رضي الله عنه عمر بن الخطاب وسبب اسلامه على ما حدث به بعضهم قال قال لنا عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه أتحبون أن أعلمكم كيف كان بدء اسلامى أي ابتداؤه والسبب فيه قلنا نعم قال كنت من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا أنا في يوم حار شديد الحر بالهاجرة في بعض طرق مكة إذ لقيني رجل من قريش أي وهو نعيم بن عبد الله
(١٢)