الخزرجيين قدما مكة في أحد المواسم، حينما كانت قريش تحاصر الهاشميين في الشعب (شعب أبي طالب)، بهدف طلب الحلف من عتبة بن ربيعة على الأوس. فرفض عتبة ذلك، وقال: بعدت دارنا عن داركم، ولنا شغل لا نتفرغ لشئ. فسأله عن هذا الشغل؟ فأخبره بخروج النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " فيهم، وأنه أفسد شبابهم، وفرق جماعتهم ثم حذره من الاتصال به، فإنه ساحر يسحره بكلامه. وأمره إذا أراد الطواف أن يضع القطن في أذنيه، حتى لا يسمع ما يقوله النبي صلى الله عليه وآله، الذي كان آنئذ يجلس في الحجر مع طائفة من بني هاشم.
وكانوا قد خرجوا من شعبهم ليشهدوا الموسم.
وجاء أسعد للطواف، ورأى النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " جالسا في الحجر، فقال في نفسه: ما أجد أجهل مني. أن يكون هذا الحديث في مكة فلا أتعرفه، حتى أرجع إلى قومي فأخبرهم؟، ثم آخذ القطن من أذنيه فرمى به، وجاء إلى النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، فسلم عليه، وكلمه؟ فعرض عليه " صلى الله عليه وآله وسلم " ما جاء به فأسلم، واسلم بعده ذكوان.
وفي رواية: أنه لما التقى النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " بأسعد بن زرارة وذكوان، قال أسعد للنبي " صلى الله عليه وآله وسلم ": يا رسول الله، بابي أنت وأمي، أنا من أهل يثرب، من الخزرج، وبيننا وبين أخوتنا من الأوس حبال مقطوعة، فإن وصلها الله بك، ولا أجد أعز منك، ومعي رجل من قومي، فإن دخل في هذا الامر رجوت أن يتمم الله لنا أمرنا فيك.
والله يا رسول الله، لقد كنا نسمع من اليهود خبرك، ويبشروننا بمخرجك، ويخبروننا بصفتك، وأرجو أن يكون دارنا دار هجرتك عندنا، فقد اعلمنا اليهود ذلك؟ فالحمد لله الذي ساقني إليك، والله ما جئت إلا لنطلب الحلف على قومنا، وقد آتانا الله بأفضل مما أتيت له.
ثم اقبل ذكوان، فقال له أسعد: هذا رسول الله الذي كانت اليهود