رويتم عن ابن مسعود: أنه قال: ما صلينا ظاهرين حتى أسلم عمر بن الخطاب. والذي تذكرونه من بناء المسجد كان قبل إسلام عمر.
وأما ما ذكرتم من رقة صوته، وعتاق وجهه، فكيف يكون ذلك، وقد روى الواقدي، وغيره: أن عائشة رأت رجلا من العرب، خفيف العارضين، معروق الخدين، غائر العينين أجنأ (يعني مائل الظهر)، لا يمسك إزاره، فقالت: ما رأيت أشبه بأبي بكر من هذا. فلا أراها دلت على شئ من الجمال في صفته (1).
ويدل على صحة ما ذكره الإسكافي حول جمال أبي بكر: أن المقدسي، بعد أن ذكر: أنه لقب بعتيق لحسن وجهه وعتقه، يقول: " كان أبيض البشرة، مشربا حمرة، نحيف الجسم، خفيف العارضين، معروق الوجه، غائر العينين، ناتئ الجبهة، عاري الأشاجع، أحنى لا يستمسك إزاره، ويسترخي عن حقويه، وكان الخ... " وكذا قال غيره (2).
هذا كله عدا عن قولهم: إنه لقب ب " عتيق " لان الرسول قال له:
" هذا عتيق من النار " فيومئذ سمي عتيقا، وكان اسمه قبل ذلك: عبد الله بن عثمان (3) وذلك ينافي قولهم: إنه عتيق لجمال وجهه.
ورابعا: لقد نصت الرواية على أن أبا بكر قد ابتنى مسجدا في بني جمح. ولكننا نجدهم يقولون: إن مسجد قباء كان أول مسجد بني في الاسلام (4). ويقولون أيضا: إن عمارا كان أول من بنى مسجدا في