ولكن عند الحكم: أن هجرة الحبشة قد كانت بعد وفاة أبي طالب (1)، وهو إنما توفي في السنة العاشرة من البعثة.
إلا إذا كان الحاكم يتحدث عن هجرة جديدة قام بها بعض المسلمين في هذا الوقت، لعلها عودة الراجعين إلى مكة بعد سماعهم بالهدنة، ففوجئوا بالعكس فعادوا أدراجهم.
ولكننا لا نملك شواهد تؤيد أن ذلك كان في تلك السنة بالذات.
وكيف كاد فإننا نقول:
إننا نرجح: أنه لم يكن سوى هجرة واحدة للجميع، عليها جعفر بن أبي طالب " عليه السلام "، الذي لم يكن غيره من بني هاشم فلم يكن ثمة هجرتان، عشرة أولا، ثم الباقون ثانيا، وإن كان خروجهم إنما كان ارسالا حفا، طا على عنصر السرية، وذلك بدليل الرسالة التي وجهها الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " إلى ملك الحبشة مع عمرو بن أمية الضمري، والتي جاء فيها:
" قد بعثت إليكم ابن عمي جعفر بن أبي طالب، معه نفر من المسلمين، فإذا جاؤوك فأقرهم إلخ. " (2). وهذا هو الظاهر من رواية أخرى عن أبي موسى، قال: " أمرنا رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى ارض النجاشي إلخ. " (3).
وإن كانت هجرة أبي موسى هذه محل شك كما سنرى.