الكثيرين على التخلي عنه، أو بالأحرى على عدم الاقدام عليه. ولسوف يأتي في إسلام وحشي وغيره: أن البعض كان يسلم؟ لأنه يعرف أن محمدا لا يقتل أصحابه.
فمرونة الاسلام هذه هي التي أعطته قوة الدفع هذه، ومكنته من أن يشق طريقه رغم كل التحديات الكبيرة، والمصاعب الخطيرة، التي واجهته عبر التاريخ.
وواضح: أن مرونة الاسلام هذه لا يجوز أن تفسر على أنها نوع من التساهل في الاحكام؟ ليهون على البعض اعتناق الاسلام، بل هي من قبيل الحفاظ على الاسلام والمسلمين، حيث لا ضرر على المبدأ والرسالة. وحيث يكون في عدم التقية هدر للطاقات والامكانات، حيث لا جدوى من هدرها. وليكن ذلك هو الفرق بين التقية وبين النفاق الذي يحلو للبعض أن ينبز به - ظلما وعدوانا - من يعتقد بمشروعية التقية.
وقد رأينا: أنه صلى الله عليه وآله، حينما جاءته بعض القبائل وهي قبيلة ثقيف، وطلبوا منه أن يعطيهم فرصة لعبادة أصنامهم، وأن لا يفرض عليهم الصلاة لأنها صبة عليهم، وأن لا يكسروا صنمهم بيدهم، شرى أنه صلى الله عليه وآله قبل بهذا الأخير، ورفض الأولين (1).