ودونهما: من يطلب ما يبذل على العمل.
ودونه: من يقصد بها التقرب لدخول الجنة، لأن في تركها البعد الموجب لدخول النار.
وحيث إن التقرب في الصورتين الأخيرتين غير مقصود لذاته بل لأجل التوصل إلى الملاذ النفسانية أو دفع المنافرات، قيل بعدم صحة العبادة فيهما.
قال في القواعد: أما نية الثواب والعقاب فقد قطع أكثر الأصحاب بفساد العبادة بقصدهما (١).
وعن أجوبة المسائل المهنائية للعلامة قدس سره: اتفقت العدلية على أن من فعل فعلا لطلب الثواب أو لخوف العقاب لا يستحق بذلك ثوابا، والأصل في ذلك أن من فعل فعلا ليجلب نفعا أو يدفع به ضررا فإنه لا يستحق المدح على ذلك، والآيتان المذكورتان في السؤال، أعني قوله تعالى: ﴿لمثل هذا فليعمل العاملون﴾ (٢) وقوله تعالى: ﴿وفي ذلك فليتنافس المتنافسون﴾ (3) لا دلالة فيهما على كون غرضهم لفعله مثل ذلك (4)، انتهى.
وعن الرازي في تفسيره الكبير اتفاق المتكلمين على عدم صحة هذه العبادة (5)، وما أبعد ما بين هذا القول وتفسير ابن زهرة للقربة بأنها طلب