وموثقة أبي بصير أو صحيحته: " قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عمن قرأ من المصحف وهو على غير وضوء؟ قال: لا بأس ولا يمس الكتاب " (1).
ويضعف الإجماع - مع ضعف في نفسه - لعدول الشيخ في المبسوط (2) إلى الخلاف، ووافقه الحلي (3) وابن البراج (4) وجمع من المتأخرين على ما حكي عنهم (5).
والآية بعدم تمامية الدلالة، لاحتمال رجوع الضمير إلى الكتاب المكنون، مع أن رجوعه إلى القرآن، لا يخلو عن نوع من الاستخدام، لأن الموجود في الكتاب المكنون غير النقوش الموجودة في الدفاتر، فإن للقرآن الكريم وجودات مختلفة باعتبار وجوده العلمي واللفظي والكتبي، فالأولى إسناد المس إلى الموجود في الكتاب المكنون.
والمراد بالمطهرون: الملائكة المنزهون عن المعاصي، أو مطلق المعصومين، فإن الظاهر من المطهر: من طهره غيره لا من تطهر بنفسه.
والمراد بالمس: العلم به وإدراكه، ويؤيد ذلك قوله تعالى بعد ذلك في وصف هذا القرآن: (تنزيل من رب العالمين)، فإن المنزل: ما في الكتاب المكنون، أو الكلام الجاري على لسان النبي صلى الله عليه وآله، لا النقوش المصورة في الدفاتر.