رضي الله عنه في كتابه معالم العلماء ما لفظه: قال الغزالي أول كتاب صنف في الاسلام كتاب ابن جريج في الآثار. وحروف التفاسير عن مجاهد وعطاء بمكة. ثم كتاب معمر بن راشد الصنعاني باليمن ثم كتاب الموطأ بالمدينة لمالك بن انس. ثم جامع سفيان الثوري. قال ابن شهرآشوب: بل الصحيح أن أول من صنف في الاسلام أمير المؤمنين علي ع جمع كتاب الله جل جلاله. ثم سلمان الفارسي رضي الله عنه. ثم أبو ذر الغفاري رحمه الله. ثم الأصبغ بن نباتة. ثم عبد الله بن أبي رافع. ثم الصحيفة الكاملة عن زين العابدين ع.
قال المحقق السيد محسن ابن السيد حسن الأعرجي الكاظمي في كتابه عدة الرجال بعد نقل هذا عن المعالم: قلت كأنه إنما عد جمع القرآن المجيد في التصنيف لأنه أراد بالتصنيف مطلق التأليف أو لأنه ع لم يقتصر فيما جمع وجاءهم به على التنزيل بل ضم إليه البيان والتأويل فكان أعظم مصنف اه أو أن المراد جمعه على ترتيب النزول فعن السيوطي في الاتقان: قال ابن حجر وقد ورد عن علي أنه جمع القرآن على ترتيب النزول عقيب موت النبي ص أخرجه ابن أبي داود، وقال محمد بن سيرين لو أصبت ذلك الكتاب كان فيه العلم وأخرج أبو نعيم في الحلية والخطيب في الأربعين من طريق السدي عن عبد خير عن علي قال لما قبض رسول الله ص أقسمت أو حلفت أن لا أضع ردائي على ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين فما وضعت ردائي حتى جمعت القرآن اه واخرج ابن سعد وابن عبد البر في الاستيعاب عن ابن سيرين قال نبئت أن عليا أبطا عن بيعة أبي بكر فقال أكرهت إمارتي فقال آليت بيميني أن لا ارتدي برداء إلا للصلاة حتى أجمع القرآن قال فزعموا أنه كتبه على تنزيله قال محمد فلو أصبت ذلك الكتاب كان فيه علم قال ابن عوف فسالت عكرمة عن ذلك الكتاب فلم يعرفه اه وفي فهرست ابن النديم ما لفظه: ترتيب سور القرآن في مصحف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال ابن المنادي حدثني الحسن ابن العباس قال أخبرت عن عبد الرحمن بن أبي حماد عن الحكم بن ظهير السدوسي عن عبد خير عن علي ع أنه رأى من الناس طيرة عند وفاة النبي ص فاقسم أن لا يضع عن ظهره رداءه حتى يجمع القرآن فجلس في بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن فهو أول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه وكان المصحف عند أهل جعفر قال ورأيت أنا في زماننا عند أبي يعلى حمزة الحسيني رحمه الله مصحفا قد سقط منه أوراق بخط علي بن أبي طالب يتوارثه بنو حسن على مر الزمان وهذا ترتيب السور من ذلك المصحف...
اه وقد سقط ترتيب السور من نسخة الفهرست المطبوعة. وعد ابن النديم في الفهرست قبل ذلك من الجماع للقرآن على عهد النبي ص علي بن أبي طالب ع.
وفي مناقب ابن شهرآشوب ما صورته: وفي أخبار أهل البيت ع أنه آلى أن لا يضع رداءه على عاتقه إلا للصلاة حتى يؤلف القرآن ويجمعه فانقطع عنهم مدة إلى أن جمعه الحديث. وفيها أيضا ما صورته: ذكر الشيرازي إمام أهل السنة في الحديث والتفسير في نزول القرآن وأبو يوسف يعقوب في تفسيره عن ابن عباس في قوله لا تحرك به لسانك كان النبي ص يحرك شفتيه عند الوحي ليحفظه وقيل له لا تحرك به لسانك يعني بالقرآن لتعجل به من قبل أن يفرع من قراءته عليك أن علينا جمعه وقرآنه قال ضمن الله محمدا أن يجمع القرآن بعد رسول الله ص علي بن أبي طالب قال ابن عباس فجمع الله القرآن في قلب علي وجمعه علي بعد موت رسول الله ص بستة أشهر. قال وفي أخبار ابن رافع أن النبي ص قال في مرضه الذي توفي فيه لعلي يا علي هذا كتاب الله خذه إليك فجمعه علي في ثوب فمضى به إلى منزله فلما قبض النبي ص جلس علي فألفه كما أنزله الله وكان به عالما. قال وحدثني أبو العلاء العطار والموفق خطيب خوارزم في كتابيهما بالاسناد عن علي بن رباح أن النبي ص أمر عليا بتأليف القرآن فألفه وكتبه اه.
المصاحف المنسوبة إلى خطوط أمير المؤمنين والأئمة من ولده ع ومما يناسب ذكره في المقام المصاحف المنسوبة إلى خطوط بعض أئمة أهل البيت ع.
1 قرآن منسوب إلى شريف خط مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع موجود في الخزانة الشريفة الغروية رأيناه فيها في جمادى الثانية سنة 1353 وفي آخره كتبه علي بن أبي طالب في سنة أربعين من الهجرة. وهي سنة شهادته.
2 جزء من القرآن المجيد منسوب إلى خطه الشريف أيضا من أول سورة هود إلى آخر سورة الكهف بشكل ما نسميه سفينة ويسميه الفرس بياضا أي أن أسفل كراريسه من جهة العرض لا من جهة الطول وكذلك باقي المصاحف التي رأيناها. رأيناه في خزانة الكتب الشريفة الرضوية في 12 ربيع الثاني 1353 عند تشرفنا بزيارة مشهد الرضا ع مكتوب على الجلد الرقيق الذي لا يفترق كثيرا عن الكاغد بخط كوفي غير منقط وعليه نقط بالحمرة مدورة هي علامات على الشكل والظاهر تاخرها عن كتابته فللكسرة نقطة تحت الحرف وللفتحة نقطة فوقه وللضمة نقطة أمامه وإذا كان في وسط الكلمة توضع النقطة بجانبه وللتنوين نقطتان فوقه للمنصوب وتحته للمخفوض وأمامه للمرفوع أما الحرف الساكن فليس عليه علامة. وقد كانت المصاحف أولا غير منقطة لا للاعجام ولا للشكل وأول من نقطها للشكل أبو الأسود الدئلي في إمارة زياد كان يقول للكاتب إذا رأيتني فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعلاه وإن ضممت فمي فانقط نقطة بين يدي الحرف وإن كسرت فاجعل النقطة من تحت الحرف ذكره ابن النديم في الفهرست وزاد ابن الأنباري في نزهة الألباء فان اتبعت شيئا من هذه الحركات غنة فانقط نقطتين وهذا بعينه تنقيط المصاحف التي رأيناها وهو يؤيد أنها بخطوطهم ع. وفي آخره في سطرين هكذا:
كتبه علي بن أبي طالب وجلده مذهب موضوع في صندوق مذهب كلاهما في غاية الاتقان مكتوب على جلده وقف الشاه عباس الصفوي سنة 1008 عدد أوراقه 68 سطور كل صفحة 15 طوله 34 سانتيما عرضه 23 سانتيما قطره 3 سانتيمات وكتب الشيخ البهائي على ظهره بخط يده ما صورته:
هذا الجزء من القرآن المجيد الذي هو بشريف خط سيد الأوصياء وحجة الله على أهل الأرض والسماء نفس الرسول وزوج البتول وأبي السبطين وإمام الثقلين والمخصوص باختصاص إنما وليكم الله المعزز باعزاز من كنت مولاه فعلي مولاه: