- وعشية الأحزاب لما أقبلت * كالسيل مفعمة تقود القودا - - عدلت عن النهج القويم وأقبلت * حلف الضلال كتائبا وجنودا - - فأبحت حرمتها وعدت بكبشها * في القاع تطعمه السباع حنيدا - - وبني قريضة والنضير وسلحم * والواديين وخثعما وزبيدا - - مزقت جيب نفاقهم فتركتهم * أمما لعارية السيوف غمودا - - وشللت عشرا فاقتنصت رئيسهم * وتركت تسعا للفرار عبيدا - - وعلى حنين أين يذهب جاحد * لما ثبت به وراح شريدا - - ولخيبر خبر يصم حديثه * سمع العدى ويفجر الجلمودا - - يوم به كنت الفتى الفتاح والكرار * والمحبوب والصنديدا - - من بعد ما ولى الجبان براية * الايمان تلتحف الهوان برودا - - ورأتك فانتشرت بقربك بهجة * فعل الودود يعاين المودودا - - فنصرتها ونضرتها فكانما * غصن يرنحه الصبا املودا - - فغدوت ترقل والقلوب خوافق * والنصر يرمي نحوك الاقليدا - - فلقيتها وعقلت فارسها ولا * عجب إذا افترس الهزبر السيدا - - ويل امه أيظنك النكس الذي * ولى غداة الطعن يلوي الجيدا وتبعتها فحللت عقدة تاجها * بيد سمت ورتاجها الموصودا - - وجعلته جسرا فقصر فاغتدت * طولى يمينك جسرها الممدودا - - وأبحت حصنهم المشيد فلم يكن * حصن لهم من بعد ذاك مشيدا - - وحديث أهل النكث عسكر عسكر * بهم البهيمة جندها المحشودا - - لاقاك فارسهم فبغدد هاربا * لو كان محتوم القضا مردودا - - وعلى ابن هند طار منك بأشأم * يوم غدا لبني الولاء سعودا - - ألفى جحاش الكرملين فقادهم * جهلا فأبئس قائدا ومقودا - - فغدوت مقتنصا نفوس كماته * لله مقتنص يصيد الصيدا - - حتى إذا اعتقد الفنا * ورأى القنا مذروية ورأى الحسام حديدا - - وبدا له العضب الذي من قبله * قد فل آباء له وجدودا - - رفع المصاحف لا ليرفعها علا * لكن ليخفض قدرها ويكيدا - - فجنى بها ثمر الأمان وخلفه * يوم يجرعه الشراب صديدا - - وكذاك أهل النهر ساعة فارقوا * بفراقهم لجلالك التأييدا - - فوضعت سيفك فيهم فأفادهم * تلفا فديتك متلفا ومبيدا - - ولقد روى مسروقهم عن امه * والحق ينطق منصفا وعنيدا - - قالت هم شر الورى ومبيدهم * خير الورى أكرم بذاك مبيدا - - سبقت مكارمك المكارم مثلما * ختمت لعمر فخارك التأبيدا - - اني لأعذر حاسديك على العلا * وعلاك عذري لو عذرت حسودا - - فليحسد الحساد مثلك انه * شرف يزيد على المدى تجديدا - - ما أنصفتك عصابة جهلتك إذ * جعلت لذاتك في الوجود نديدا - - ثم ارتقت حتى أبتك رضى بمن * لم يرض كعبك أن يراه صعيدا - - ضلت أدلتها أ تبدل بالعمى * رشدا وبالعدم المحال وجودا - قصيدة الشيخ كاظم الآزري المتوفى سنة 1201 وهذه القصيدة تبلغ ألف بيت أكلت الأرضة منها أكثر من أربعمائة بيت بعد أن احتفظ بها صاحبها في طومار ولم يبق منها الا 578 بيتا نأخذ منها ما يلي:
- أسد الله ما رأت مقلتاه * نار حرب تشب الا اصطلاها - - فارس المؤمنين في كل حرب * قطب محرابها امام وغاها - - لم يخض في الهياج الا وابدى * عزمة يتقي الردى إياها - - ذاك رأس الموحدين وحامي * بيضة الدين من اكف عداها - - من ترى مثله إذا صرت الحر * ب ودارت على الكلمات رحاها - - ذاك قمقامها الذي لا يروي * غير صمصامه أوام صداها - - وبه استفتح الهدى يوم بدر * من طغاة أبت سوى طغواها - - صب صوب الردى عليهم همام * ليس يخشى عقبى التي سواها - - يوم جاءت وفي القلوب غليل * فسقاها - - حسامه ما سقاها فأقامت ما بين طيش ورعب * وكفاها ذاك المقام كفاها - - ظهرت منه في الوغى سطوات * ما أتى القوم كلهم ماتاها - - يوم غصت بجيش عمرو بن ود * لهوات الفلا وضاق فضاها - - وتخطى إلى المدينة فردا * بسرايا عزائم ساراها - - فدعاهم وهم ألوف ولكن * ينظرون الذي يشب لظاها - - أين أنتم عن قسور عامري * تتقي الأسد بأسه في شراها - - فابتدى المصطفى يحدث عما * تؤجر الصابرون في أخراها - - قائلا ان للجليل جنانا * ليس غير المجاهدين يراها - - أين من نفسه تتوق إلى * الجنات أو يورد الجحيم عداها - - من لعمرو وقد ضمنت * على الله له من جنانه أعلاها - - فالتووا عن جوابه كسوام * لا تراها مجيبة من دعاها - - وإذا هم بفارس قرشي * ترجف الأرض خيفة إذ يطأها - - قائلا ما لها سواي كفيل * هذه ذمة علي وفاها - - ومشى يطلب الصفوف كما * تمشي خماص الحشا إلى مرعاها - - فانتضى مشرفيه فتلقى * ساق عمرو بضربة فبراها - - وإلى الحشر رنة السيف منه * يملأ الخافقين رجع صداها - - يا لها ضربة حوت مكرمات * لم يزن ثقل اجرها ثقلاها - - هذه من علاه إحدى المعالي * وعلى هذه فقس ما سواها - - وبأحد كم فل آحاد شوس * كلما أوقدوا الوغى اطفاها - - يوم دارت بلا ثوابت إلا * أسد الله كان قطب رحاها - - يوم خانت نبالة القوم عهدا * لنبي الهدى فخاب رجاها - - يوم خانت نبالة القوم عهدا * لنبي الهدى فخاب رجاها - - وتراءت لها غنائم شتى * فاقتفى الأكثرون اثر ثراها - - وأحاطت به مذاكي الأعادي * بعد ما أشرفت على استيلاها - - فترى ذلك النفير كما تخبط * في ظلمة الدجى عشواها - - يتمنى الفتى ورود المنايا والمنايا * لو تشترى لاشتراها - - كلما لاح في المهامة برق * حسبته قنا العدى وظباها - - لم تخلها الا أضالع عجف * قد رآها السرى فحل براها - - لأتلمها لحيرة وارتياع * فقدت عزها فعز عزاها - - ان يفتها ذاك الجميل فعذرا * إنما حلية الرجال حجاها - - قد أراها في ذلك اليوم ضربا * لو رأته الشبان شابت لحاها - - وكساها العار الذميم بطعن * من حلى الكبرياء قد أعراها - - يوم سالت سيل الرمال ولكن * هب فيها نسيمة فذراها - - لا ترم وصفه ففيه معان * لم يصفها إلا الذي سواها - - وله يوم خيبر فتكأت * كبرت منظرا على من رآها - - يوم قال النبي اني لأعطي * رايتي ليثها وحامي حماها - - فاستطالت أعناق كل فريق * ليروا أي ماجد يعطاها - - فدعا أين وارث العلم والحلم * مجير الأيام من باساها - - أين ذو النجدة الذي لو دعته * في الثريا مروعة لباها -