بلحاظ ان السبق ينتزع عن وجود الشئ قبل آخر وفي زمان سابق على زمان الاخر، بل هما أمران انتزاعيان ينتزعان عن وجود الشئ في فرض عدم الاخر، وذلك يلازم الزمان الماضي والمستقبل في الفاعل الزماني الذي يحتاج في فعله إلى الزمان ولا يمكن ان يقع في غير الزمان، فالشيئان إذا لوحظ أحدهما بالإضافة إلى الاخر، فتارة: يكون أحدهما موجودا في فرض وجود الاخر، وأخرى: لا يكون أحدهما موجودا في فرض وجود الاخر، فعلى الأول ينتزع عنوان التقارن، وعلى الثاني ينتزع عنوان السبق واللحوق، فالشئ الموجود فعلا يكون سابقا والذي يوجد بعد أن لم يكن في فرض وجود الاخر يكون لاحقا، فالسبق واللحوق عنوانان انتزاعيان ولا يتقومان بالزمان، بمعنى انهما يصدقان في المورد غير القابل للزمان كالزمان نفسه، فيقال الزمان السابق واللاحق، نعم هما يلازمان الزمان في الزماني الذي يحتاج في وجوده إلى الزمان، وعليه فالفعل كالقيام - مثلا - حيث إنه قابل لان يوجد في فرض عدم الاخر فيكون سابقا كما أنه يوجد بعد أن وجد غيره فيكون لاحقا فيمكن ان يراد تفهيم الحصة الخاصة السابقة أو المقارنة للسبق، كما أنه يمكن ان يراد تفهيم الحصة المقارنة للحوق، فوضع الماضي للأولى والمضارع للثانية، فيكون دالا على الزمان بالالتزام فيما كان الفاعل زمانيا لملازمة السبق واللحوق للزمان في الزمانيات، تأمل تعرف (1).
.