المطلوب، بل الكمال يحصل بتسليمه لأمر المولى، وإتيان ما في قدرته من أسباب الذبح؛ من تله للجبين، ووضع المدية على الحلقوم، والإمرار بشدة لإرادة الذبح فلم يبق من أسبابه الاختيارية شيء إلا أتى به، فوقع منه ما في قدرته، وما لم يقع لم يكن تحت قدرته. فإذا سلم لهذا الأمر العظيم الذي تصغر دونه المعظمات، حصل له الكمال التام المتوقع الذي لا يحصل إلا بالمقدمات.
فإرادة حصول هذه الغاية العظمى، صارت سببا لإرادة المقدمات على نحو اعتقد الخليل (عليه السلام) مطلوبية ذي المقدمة منه؛ فإن الغاية لم تكن مترتبة على المقدمات إلا بهذا النحو، وحصولها به لم يكن ممكنا إلا بالأمر بالذبح، فالأمر به مسبب عن هذه الإرادة، فلم يكن غير الإرادة شيء نسميه " الطلب " (7).