وقد أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله (من كان يريد حرث الآخرة) قال: عيش الآخرة (نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها) الآية. قال: من يؤثر دنياه على آخرته لم يجعل الله له نصيبا في الآخرة إلا النار، ولم يزدد بذلك من الدنيا شيئا الا رزقا فرغ منه وقسم له. وأخرج أحمد والحاكم وصححه وابن مردويه وابن حبان عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصر والتمكين في الأرض ما لم يطلبوا الدنيا بعمل الآخرة، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب ". وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من كان يريد حرث الآخرة) الآية، ثم قال: يقول الله: ابن ادم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك، وإن لا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك. وأخرج ابن أبي الدنيا وابن عساكر عن علي قال: الحرث حرثان، فحرث الدنيا المال والبنون، وحرث الآخرة الباقيات الصالحات. وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه من طريق طاووس عن ابن عباس أنه سئل عن قوله (إلا المودة في القربى) قال سعيد بن جبير: قربى آل محمد. قال ابن عباس: عجلت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة، فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة. وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عنه قال: قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " لا أسألكم عليه أجرا إلا أن تودوني في نفسي لقرابتي وتحفظوا القرابة التي بيني وبينكم ". وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن الشعبي قال: أكثر الناس علينا في هذه الآية (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) فكتبنا إلى ابن عباس نسأله عن ذلك فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان واسط لنسب في قريش ليس بطن من بطونهم إلا وله فيه قرابة، فقال الله (قل لا أسألكم عليه أجرا) على ما أدعوكم إليه (إلا المودة في القربى) أن تودوني لقرابتي منكم وتحفظوني بها. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في الآية قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قرابة من جميع قريش، فلما كذبوه وأبوا أن يبايعوه قال " يا قوم إذا أبيتم أن تبايعوني فاحفظوا قرابتي فيكم، ولا يكون غيركم من العرب أولى بحفظي ونصرتي منكم ". وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عنه نحوه. وأخرج ابن جرير وابن مردويه عنه أيضا نحوه. وأخرج ابن مردويه عنه أيضا نحوه. وأخرج ابن مردويه عنه أيضا من طريق أخرى نحوه. وأخرج أبن جرير وأبن أبي حاتم وابن مردويه من طريق مقسم عن ابن عباس قال: قالت الأنصار فعلنا وكأنهم فخروا، فقال العباس: لنا الفضل عليكم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأتاهم في مجالسهم فقال: يا معشر الأنصار ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أفلا تجيبون؟ قالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال: ألا تقولون ألم يخرجك قومك فآويناك؟ ألم يكذبوك فصدقناك؟ ألم يخذلوك فنصرناك؟ فما زال يقول حتى جثوا على الركب وقالوا:
أموالنا وما في أيدينا لله ورسوله، فنزلت (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) وفي إسناده يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف، والأولى أن الآية مكية لا مدنية، وقد أشرنا في أول السورة إلى قول من قال إن هذه الآية وما بعدها مدنية، وهذا متمسكهم. وأخرج أبو نعيم والديلمي من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) أي تحفظوني في أهل بيتي وتودونهم بي ". وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه. قال السيوطي: بسند ضعيف من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)