عن ابن عباس في قوله (ذي الطول) قال: ذي السعة والغنى. وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن ابن عمر في قوله (غافر الذنب) الآية قال: غافر الذنب لمن يقول لا إله إلا الله (قابل التوب) ممن يقول لا إله إلا الله (شديد العقاب) لمن لا يقول لا إله إلا الله (ذي الطول) ذي الغنى (لا إله إلا هو) كانت كفار قريش لا يوحدونه فوحد نفسه (إليه المصير) مصير من يقول لا إله إلا الله فيدخله الجنة، ومصير من لا يقول لا إله إلا الله فيدخله النار. وأخرج عبد عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم " إن جدالا في القرآن كفر ". وأخرج عبد بن حميد بن حميد وأبو داود عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " مراء في القرآن كفر ".
لما ذكر سبحانه حال أصحاب النار، وأنها حقت عليهم كلمة العذاب، وأنهم أصحاب النار ذكر أحوالهم بعد دخول النار فقال (إن الذين كفروا ينادون). قال الواحدي: قال المفسرون: إنهم لما رأوا أعمالهم ونظروا في كتابهم وأدخلوا النار ومقتوا أنفسهم بسوء صنيعهم ناداهم حين عاينوا عذاب الله مناد (لمقت الله) إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون (أكبر من مقتكم أنفسكم) اليوم. قال الأخفش: هذه اللام في لمقت هي لام الابتداء أوقعت بعد ينادون، لأن معناه يقال لهم، والنداء قول. قال الكلبي: يقول كل إنسان لنفسه من أهل النار: مقتك يا نفس، فتقول الملائكة لهم وهم في النار: لمقت الله إياكم في الدنيا أشد من مقتكم أنفسكم اليوم.
وقال الحسن: يعطون كتابهم، فإذا نظروا إلى سيئاتهم مقتوا أنفسهم، فينادون: لمقت الله إياكم في الدنيا