فرجع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أبشروا وسددوا وقاربوا ". وأخرج ابن مردويه والبيهقي في سننه عن عمر بن الخطاب أنها نزلت فيمن أفتن. وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس أنها نزلت في مشركي مكة لما قالوا إن الله لا يغفر لهم ما قد اقترفوه من الشرك وقتل الأنفس وغير ذلك. وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن ثوبان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول " ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم) إلى آخر الآية، فقال رجل ومن أشرك؟
فسكت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال إلا ومن أشرك ثلاث مرات ". وأخرج أحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وابن مردويه عن أسماء بنت يزيد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي إنه هو الغفور الرحيم ". وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود أنه مر على قاض يذكر الناس فقال: يا مذكر الناس لا تقنط الناس، ثم قرأ (يا عبادي الذين أسرفوا) الآية. وأخرج ابن جرير عن ابن سيرين قال: قال علي أي آية أوسع؟ فجعلوا يذكرون آيات من القرآن - من يعمل سوءا أو يظلم نفسه - الآية ونحوها، فقال علي:
ما في القرآن أوسع من (يا عبادي) الآية. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم) الآية قال: قد دعا الله إلى مغفرته من زعم أن المسيح ابن الله، ومن زعم أن عزيرا ابن الله، ومن زعم أن الله فقير، ومن زعم أن يد الله مغلولة، ومن زعم أن الله ثالث ثلاثة يقول لهؤلاء - أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم - ثم دعا إلى توبته من هو أعظم قولا من هؤلاء من - قال أنا ربكم الأعلى - وقال - ما علمت لكم من إله غيري - قال ابن عباس، ومن آيس العباد من التوبة بعد هذا فقد جحد كتاب الله، ولكن لا يقدر العبد أن يتوب حتى يتوب الله عليه. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (أن تقول نفس) قال: أخبر الله ما العباد قائلون قبل أن يقولوا، وعلمهم قبل أن يعلموا.