ابن أبي نجيح عن مجاهد. وقال الحسن: إن الغول الصداع. وقال ابن كيسان: هو المغص، فيكون معنى الآية:
لا فيها نوع من أنواع الفساد المصاحبة لشرب الخمر في الدنيا من مغص أو وجع بطن أو صداع أو عربدة أو لغو أو تأثيم ولا هم يسكرون منها. ويؤيد هذا أن أصل الغول الفساد الذي يلحق في خفاء، يقال اغتاله اغتيالا: إذا فسد عليه أمره في خفية، ومنه الغول والغيلة القتل خفية. وقرأ ابن أبي إسحاق " ينزفون " بفتح الياء وكسر الزاي. وقرأ طلحة بن مصرف بفتح الياء وضم الزاي. ولما ذكر سبحانه صفة مشروبهم ذكر عقبه صفة منكوحهم فقال (وعندهم قاصرات الطرف) أي نساء قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم، والقصر معناه الحبس، ومنه قول امرئ القيس:
من القاصرات الطرف لو دب محول * من الذر فوق الأتب منها لأثرا والمحول الصغير من الذر، والأتب القميص، وقيل القاصرات: المحبوسات على أزواجهن، والأول أولى لأنه قال: قاصرات الطرف، ولم يقل مقصورات. والعين عظام العيون جمع عيناء وهي الواسعة العين. قال الزجاج: معنى (عين) كبار الأعين حسناها. وقال مجاهد: العين حسان العيون. وقال الحسن: هن الشديدات بياض العين الشديدات سوادها، والأول أولى (كأنهن بيض مكنون) قال الحسن وأبو زيد: شبههن ببيض النعام تكنها النعامة بالريش من الريح والغبار. فلونه أبيض في صفرة، وهو أحسن ألوان النساء. وقال سعيد بن جبير والسدي: شبههن ببطن البيض قبل أن يقشر وتمسه الأيدي وبه قال ابن جرير، ومنه قول امرئ القيس:
وبيضة خدر لا يرام خباؤها * تمتعت من لهو بها غير معجل قال المبرد: وتقول العرب إذا وصفت الشئ بالحسن والنظافة كأنه بيض النعام المغطى بالريش. وقيل المكنون: المصون عن الكسر: أي إنهن عذارى، وقيل المراد بالبيض اللؤلؤ كما في قوله - وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون - ومثله قول الشاعر:
وهي بيضاء مثل لؤلؤة ألغوا * ص ميزت من جوهر مكنون والأول أولى، وإنما قال مكنون ولم يقل مكنونات لأنه وصف البيض باعتبار اللفظ.
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) قال: تقول الملائكة للزبانية هذا القول. وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وابن منيع في مسنده، وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في البعث من طريق النعمان بن بشير عن عمر ابن الخطاب في قوله (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) قال: أمثالهم الذين هم مثلهم: يجيء أصحاب الربا مع أصحاب الربا، وأصحاب الزنا مع أصحاب الزنا، وأصحاب الخمر مع أصحاب الخمر، أزواج في الجنة، وأزواج في النار. وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) قال: أشباههم، وفي لفظ:
نظراءهم. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في قوله (فاهدوهم إلى صراط الجحيم) قال: وجهوههم.
وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا في الآية قال: دلوهم (إلى صراط الجحيم) قال: طريق النار. وأخرج عنه أيضا في قوله (وقفوهم إنهم مسؤولون) قال: احبسوهم انهم محاسبون. وأخرج البخاري في تاريخه والدارمي والترمذي