عنه أيضا (من طين لازب) قال: اللزج الجيد. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا قال: اللازب والحمأ والطين واحد: كان أوله ترابا ثم صار حمأ منتنا، ثم صار طينا لازبا، فخلق الله منه آدم. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: اللازب الذي يلصق بعضه إلى بعض. وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود أنه كان يقرأ (بل عجبت ويسخرون) بالرفع للتاء من عجبت.
قوله (وقالوا يا ويلنا) أي قال أولئك المبعوثون لما عاينوا البعث الذي كانوا يكذبون به في الدنيا يا ويلنا، دعوا بالويل على أنفسهم. قال الزجاج: الويل كلمة يقولها القائل وقت الهلكة، وقال الفراء: إن أصله يأوي لنا، ووي بمعنى الحزن كأنه قال: يا حزن لنا. قال النحاس: ولو كان كما قال لكان منفصلا، وهو في المصحف متصل، ولا نعلم أحدا يكتبه إلا متصلا، وجملة (هذا يوم الدين) تعليل لدعائهم بالويل على أنفسهم، والدين الجزاء، فكأنهم قالوا هذا اليوم الذي نجازي فيه بأعمالنا من الكفر والتكذيب للرسل فأجاب عليهم الملائكة بقولهم (هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون)، ويجوز أن يكون هذا من قول بعضهم لبعض، والفصل الحكم والقضاء لأنه يفصل فيه بين المحسن والمسئ، وقوله (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) هو أمر من الله سبحانه