قضى موسى الأجل سار بأهله، فضل الطريق، وكان في الشتاء فرفعت له نار، فلما رآها ظن أنها نار، وكانت من نور الله (فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر) فإن لم أجد خبرا آتيكم بشهاب قبس (لعلكم تصطلون) من البرد. وأخرج ابن أبي حاتم عنه لعلي آتيكم منها بخبر لعلي أجد من يدلني على الطريق، وكانوا قد ضلوا الطريق. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله (أو جذوة) قال: شهاب. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله (نودي من شاطئ الواد) قال: كان النداء من السماء الدنيا، وظاهر القرآن يخالف ما قاله رضي الله عنه. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن عبد الله بن مسعود قال:
ذكرت لي الشجرة التي أوى إليها موسى، فسرت إليها يومي وليلتي حتى صبحتها، فإذا هي سمرة خضراء ترف، فصليت على النبي صلى الله عليه وسلم واله وسلم وسلمت، فأهوى إليها بعيري وهو جائع، فأخذ منها ملآن فيه فلاكه فلم يستطع أن يسيغه فلفظه، فصليت على النبي وسلمت، ثم انصرفت. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله (واضمم إليك جناحك) قال: يدك.
لما سمع موسى قول الله سبحانه: فذانك برهانان إلى فرعون طلب منه سبحانه أن يقوي قلبه، ف (قال رب إني قتلت منهم نفسا) يعني القبطي الذي وكزه فقضى عليه (فأخاف أن يقتلون) بها (وأخي هارون هو أفصح مني لسانا) لأنه كان في لسان موسى حبسة كما تقدم بيانه، والفصاحة لغة الخلوص، يقال فصح اللبن وأفصح فهو