وهل يفسق المدلس؟ قيل: لا، وقيل: نعم.
ولا يبعد أنه إن كان ثقة وصرح بما يقتضي الاتصال، ك: " حدثنا " وغيره، أو دل قرينة أخرى على ذلك، اتجه قبوله، وإلا فيرد وإن لم يدلس فيه خاصة.
(أو بدل بعض الرواة أو كل السند بغيره، سهوا أو للرواج أو الكساد، فمقلوب).
وقد يقع امتحانا من المشايخ أيضا ولاضير فيه. نعم، لا يجوز لترويج الكساد و غيره من الأغراض الفاسدة.
(أو صحف في السند)، ك: حرير ب: جرير ومراجم ب: مزاحم وبريد ب: يزيد وغير ذلك، وقد وقع من بعض فحول العلماء، مثل العلامة في الخلاصة (1)، كما تفطن به بعض المشايخ أعلى الله مقامه.
(أو المتن)، ك: ستا ب: شتا، في " من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال ". (2) ومتعلقه إما البصر كالتجانس الخطي مثل الهمداني والهمذاني؛ أو السمع ك:
عاصم الأحول ب: واصل الأحدب، أو المعنى كما في المحكي عن أبي موسى محمد بن المثنى العنزي أنه قال: " نحن قوم لنا شرف، نحن من عنزة صلى إلينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " (3) مريدا بذلك ما روي في النبوي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أنه صلى إلى عنزة، مع أنها كانت حربته تنصب بين يديه سترا، فتوهم أنه صلى - (صلى الله عليه وآله وسلم) - إلى قبيلة بني عنزة، وهو عجيب.
فهذه ثلاث أنحاء من آفات الخبر.
وأيا ما تحقق في الخبر، (فمصحف) سندا أو معنى أو متنا.
وكيفما كان، فمعرفة التصحيف خطب عظيم وفن جليل، لا يتحمل بأعبائه إلا العلماء الحاذقون والكملة الماهرون.