جهة معينة كما تفرد به أهل مكة أو الشام أو الكوفة أو البصرة، وتفرد به واحد معين من أهل مكة - مثلا - بالنسبة إلى غيره من المحدثين من أهلها.
ومنها: المقلوب، وهو أن يكون حديث مشهور عن راو فيجعله عن راو آخر ليرغب فيه لغرابته أو لغير ذلك، وقال بعض فضلاء العامة: قال الحافظ أبو عمرو:
فهذا نحو حديث مشهور عن سالم جعل عن نافع ليصير مرغوبا فيه. (1) هذا، ثم إن القلب قد يقع في المتن، قيل: وذلك كحديث أبي هريرة عند مسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه وفيه: " ورجل تصدق بصدقة أخفاها حتى لا يعلم يمينه ما تنفق شماله. " فهذا مما انقلب على أحد الرواة وإنما هو: " حتى لاتعلم شماله ما تنفق يمينه " (2) كما في الصحيحين. (3) هذا، ولا يخفى عليك أن إيقاع القلب عمدا مطلقا - أي سواء كان في المتن أو السند - إنما هو من شغل الوضاعين العصاة الفجرة. نعم كثيرا ما يقع القلب والتحريف والتصحيف سهوا وغفلة في السند أو المتن. وقد أشرنا إلى جملة كثيرة لأمثلة ذلك بالنسبة إلى السند في أوائل الكتاب. (4) ومنها: المركب، وهو الذي ركب متنه لإسناد آخر لم يكن له، فمن ذلك القبيل ما في قضية البخاري فهي من الأمور العجيبة، وقد أشار إليه جمع من علمائهم؛ وذلك أن البخاري لما قدم بغداد امتحنه محدثوها، ووضعوا له مائة حديث مركبة الأسانيد كل سند بمتن آخر وجعلت عشرة عشرة مع كل محدث، وحضروا مجلسه، فأورد كل حديثا من العشرة بالإسناد المركب حتى تمت المائة، وهو يجيب في كل حديث: " لا