وأجيب بأنه إن أريد أن رواية اثنين فقط عن اثنين فقط لا توجد أصلا فيمكن أن يسلم. وأما صورة العزيز التي حررت فموجودة بأن لا يرويه أقل من اثنين عن أقل من اثنين، فمثاله: ما رواه الشيخان من حديث أنس، والبخاري من حديث أبي هريرة " أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده " الحديث. (1) و رواه عن أنس قتادة وعبد العزيز بن صهيب، ورواه عن قتادة شعبة وسعيد، ورواه عن عبد العزيز إسماعيل بن علية وعبد الوارث. (2) ثم لا يخفى عليك أن أقوالهم كما أنها متقاربة ومتعانقة في حد الصحيح وشروطه إلا ما شذ منها، فكذا أنها متقاربة ومتعانقة في تثليث الحديث أي في جعلهم الحديث في القسمة الأولية على ثلاثة أقسام: الصحيح والحسن والضعيف.
نعم، إن بعضهم قال: الحديث ينقسم إلى صحيح وضعيف. وقيل أيضا الضعيف نوعان: أحدهما حسن يحتج به، والآخر ما لا يحتج به.
وقد تنظر فيه بعضهم قائلا: " إن الذي أقوله: إن الحديث ينقسم إلى محتج به و غير محتج به، وكل منهما يكون مجمعا عليه ومختلفا فيه، وبهذا الاعتبار بلغت أنواع الحديث عندنا خمسة وأربعين نوعا وهي: المتواتر، والآحاد، والمشهور، و الصحيح، والحسن، والصالح، والضعيف، والمضعف، والغريب، والعزيز، و المسند، والمتصل، والمرفوع، والموقوف، والمقطوع، والمرسل، والمدلس، و المعنعن، والمؤنن، والمنقطع، والمعضل، والمعلق، والشاذ، والمنكر، والمفرد، و المعلل، والمدرج، والمضطرب، والمقلوب، والمركب، والمنقلب، والمصحف، والموضوع، والمسلسل، والعالي، والنازل، والناسخ، والمنسوخ، والمختلف، و المدبج، وزيادات الثقات، والاعتبار والشواهد والمتابعات، وغريب الحديث ". (3)