شرح الصحيفة السجادية الموسوم برياض السالكين بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نحمدك حمدا تؤتينا به من صحائف الحسنات صحيفة كاملة.
ونشكرك شكرا تولينا به من نعمك الحسنات نعمة شاملة. تصديقا لو عدك السابق لعبادك الشاكرين. وتحقيقا لرجاء فضلك السابغ على عبادك [طلابك] الذاكرين. وإلا فأقصى الشكر. ولو كان البحر له مدادا. قاصر عن أن يكون لأدنى سوالف آلائك عدادا. لا سيما ما هديت له من الاعتراف بوحدانيتك التي شهدت بها السماء مزينة بالكواكب. والأرض حاملة أثقالها على المناكب. والصباح هاتكا لستور الظلماء نهاره. مطردة في حدائق الخضراء أنهاره. والمساء رافلة في حلل السواد أساهم ليله. راكضة في ميادين الظلام أداهم خيله. والماء بائحا صفاؤه بأسراره. لائحا حصباؤه في قراره. والنار لامعة سبائك ذهبها نائسة ذوائب لهبها والهواء حاملا للماء في بطون الغمام. سائرا بالجواري المنشئات في البحر كالأعلام.
كلها ألسنة ناطقة بوحدانيتك. وأدلة ثابتة على فردانيتك. مرغمة بشهادتها أنف كل منكر وجاحد. بل في كل شئ لك آية تدل على أنك واحد.
ثم ما وفقت له من الإقرار بالنبوة المحمدية والإمامة الاثني عشرية الذي اخذت به المواثيق والعهود من أول يوم إلى اليوم المشهود. ونصلي ونسلم على نبيك الذي أرسلته رحمة للعالمين. وأنزلت على قلبه الروح الأمين. ليكون من المنذرين