«خاطبني بلغة علي (عليه السلام)، فألهمني أن قلت: يا رب خاطبتني أم علي فقال يا محمد [أحمد]، أنا شئ لا كالأشياء، لا أقاس بالناس، ولا أوصف بالشبهات، خلقتك من نوري، وخلقت عليا من نورك فاطلعت على سرائر قلبك، فلم أجد أحدا إلى قلبك أحب من علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك» (1) انتهى.
واللغة: كاللسان، كما يطلق على ما يعبر به كل قوم عن [من] أغراضهم، كلغة العرب، ولغة العجم، يطلق على ما يعبر به الإنسان الواحد من غرضه من النطق، وتقطيع الصوت، الذين يمتاز بهما الأشخاص بعضها عن بعض، ويعبر عنها باللهجة.
فقول السائل في الحديث: «بأي لغة خاطبك ربك؟» (2) يحتمل المعنيين، وقوله (عليه السلام): «خاطبني بلسان علي، أو بلغة علي» كما في رواية الخوارزمي (3) مراد به المعنى الثاني وهو يتضمن الجواب عن المعنى الأول أيضا إن كان مرادا، لأن لغة علي (عليه السلام) كانت عربية.
وقاس الشئ بالشيء: قدره به أي: جعله على مقداره.
والشبهات: جمع شبهة كغرفة وغرفات.
قال في القاموس: الشبهة: بالضم الالتباس والمثل (4) انتهى.
وإرادة المعنى الثاني هنا أظهر، أي لا يوصف بالأمثال وإن كان المعنى الأول أيضا ظاهرا.
رجع: وحدثنا والدي بالسند المذكور: أنه قال (صلى الله عليه وآله): «إن عليا (عليه السلام) لأخيشن في ذات الله» (5).