رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ١ - الصفحة ٢٢٥

____________________
تتمة مهمة الدعاء بالضم والمد لغة: النداء، تقول: دعوت فلانا إذا ناديته.
وعرفا: الرغبة إلى الله تعالى، وطلب الرحمة منه على وجه الاستكانة والخضوع، وقد يطلق على التمجيد والتقديس لما فيه من التعرض للطلب.
سئل عطاء عن معنى قول النبي (صلى الله عليه وآله): «خير الدعاء دعائي ودعاء الأنبياء من قبلي وهو لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد.
يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وليس هذا دعاء إنما هو تقديس وتمجيد» فقال: هذا أمية ابن الصلت يقول: في ابن جذعان:
إذا أثنى عليك المرء يوما كفاه من تعرضه الثناء أفيعلم ابن جذعان ما يراد منه بالثناء عليه ولا يعلم رب العالمين ما يراد منه بالثناء عليه» (1).
واعلم أن الدعاء من معظم أبواب العبادات وأعظم ما يستعصم به من الآفات وأمتن ما يتوسل به إلى استنزال الخيرات، ووجوبه وفضله معلوم من العقل والشرع لقوله تعالى: أدعوني أستجب لكم (2).
وروي زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل يقول: إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين قال: هو الدعاء، قلت:

(1) الكشكول للشيخ البهائي: ص 105 - 106 وفيه: (ابن جدعان).
(2) سورة غافر: الآية 60.
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»
الفهرست