رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ١ - الصفحة ٤٦٥

____________________
وقطع رحمه قطعا وقطيعة: هجرها وعقها أي: شق عصى إلفتها وترك برها، والحنو عليها.
والرحم: ككتف ويخفف بسكون الحاء مع فتح الراء ومع كسرها أيضا في لغة بني كلاب، وفي لغة لهم: بكسر الحاء إتباعا لكسرة الراء، وهي: موضع تكوين الولد ووعاؤه في بطن أمه، ثم سميت القرابة رحما لكونهم يرجعون إلى رحم واحدة.
واختلف العلماء: في تحقيق معناها، فقيل: هي خلاف الأجنبي فتعم القرابة والوصلة من جهة الولاء، ذكره الفيومي في المصباح (1).
وقيل: هي قرابة الرجل من جهة طرفيه آباؤه وإن علوا، وأبنائه وإن سفلوا، وما يتصل بالطرفين من الأعمام والعمات والإخوة والأخوات وأولادهم.
وقيل: الرحم التي تجب صلتها كل رحم بين اثنين لو كان أحدهما ذكرا لم يتناكحا، فعلى هذا لا يدخل أولاد الأعمام وأولاد الأخوال.
وقيل: هي نسبة واتصال بين المنتسبين تجمعهما رحم واحدة.
قيل: وهذا يشبه أن يكون دوريا وليس بدوري، لأن الرحم الواقعة في التعريف بمعنى موضع تكوين الولد، فلا دور وهذا معنى قول بعضهم: هي عام في كل من يجمع بينك وبينه نسب وإن بعد، وهو أقرب إلى الصواب.
ويدل عليه: ما رواه: «علي بن إبراهيم في تفسير قوله تعالى: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أنها نزلت في بني أمية» (2).
ويؤيده روايات اخر.
وفي هذه الفقرات: إشارة إلى ما فعله صلى الله عليه وآله مع قومه وعشيرته،

(١) المصباح المنير للفيومي: ج 1 ص 303.
(2) تفسير علي بن إبراهيم: ج 2، ص 308.
(٤٦٥)
مفاتيح البحث: علي بن إبراهيم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 ... » »»
الفهرست