____________________
إكمال ذهب جهم بن صفوان (1) إلى أنه تعالى يوصل الثواب إلى أهل الثواب، والعقاب إلى أهل العقاب ثم يفني الجنة وأهلها، والنار وأهلها، والعرش والكرسي والملك والفلك، ولا يبقى مع الله شيء أصلا في أبد الآباد، كما لم يكن معه شيء في أزل الآزال، فيتحقق كونه آخرا كما كان أولا (2) وأبطله الفخر الرازي: بأن إمكان استمرار هذه الأشياء حاصل إلى الأبد بدليل أن هذه الماهيات لو زال إمكانها، لزم انقلاب الممكن إلى الممتنع، ولزم أن تنقلب قدرة الله تعالى من صلاحية التأثير إلى امتناع التأثير (3).
ورد بأن هذه مغالطة، إذ لا يلزم من الإمكان الذاتي للشيء وقوعه في الخارج، ولا من عدم وقوعه في الخارج، الامتناع الذاتي.
والتعويل في أبدية الجنة والنار وأهليهما، إنما هو على إخبار المخبر الصادق وإجماع المسلمين، فيكون معنى كونه آخرا أي: الباقي بعد فناء الموجودات، بقاؤه بعد فنائها حقيقة بالنسبة إلى ما يفنى منها وحكما بالنسبة إلى المؤبد منها، أي: نظر إلى ذاتها مع قطع النظر عن علتها كما مر، أو بقاؤه بعد فنائها وقبل إيجادها وتأبيدها فانه تعالى يفنى جميع العالم، ليتحقق كونه آخرا، ثم يوجده ويبقيه أبدا.
ورد بأن هذه مغالطة، إذ لا يلزم من الإمكان الذاتي للشيء وقوعه في الخارج، ولا من عدم وقوعه في الخارج، الامتناع الذاتي.
والتعويل في أبدية الجنة والنار وأهليهما، إنما هو على إخبار المخبر الصادق وإجماع المسلمين، فيكون معنى كونه آخرا أي: الباقي بعد فناء الموجودات، بقاؤه بعد فنائها حقيقة بالنسبة إلى ما يفنى منها وحكما بالنسبة إلى المؤبد منها، أي: نظر إلى ذاتها مع قطع النظر عن علتها كما مر، أو بقاؤه بعد فنائها وقبل إيجادها وتأبيدها فانه تعالى يفنى جميع العالم، ليتحقق كونه آخرا، ثم يوجده ويبقيه أبدا.