رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ١ - الصفحة ٢٨٤

____________________
ونصب الشيء، ينصبه نصبا، من باب ضرب: وضعه.
والأمد: الغاية، يقال: بلغ أمده، أي: غايته.
وقال الجوهري: يقال: ما أمدك، أي: منتهى عمرك (1).
وقال ابن الأثير في النهاية في حديث الحجاج: قال للحسن ما أمدك؟ قال:
سنتان لخلافة عمر، أراد أنه ولد لسنتين من خلافة عمر، وللإنسان أمدان مولده وموته، والأمد: الغاية (2)، انتهى.
وقال الزمخشري في الفائق: أراد بالأمد مبلغ سنه والغاية التي ارتقى إليها عدد سنيه. قال الطرماح: (3).
كل حي مستكمل مدة العمر ومود إذا انقضى أمده وقوله: سنتان: أي صدر ذلك وأوله سنتان فحذف المبتدأ لأنه مفهوم ومعناه:
ولدت وقد بقيت سنتان من خلافة عمر (4)، انتهى.
والمراد به في الدعاء أمد الموت كما هو ظاهر، وأغرب من فسره بمدة العمر وقال: إن هذه الفقرة بمنزلة العطف التفسيري على الفقرة السابقة فان الأمد قد ورد بمعنى الغاية في جميع كتب اللغة.

(١) الصحاح للجوهري: ج ٢، ص ٤٤٢.
(٢) النهاية لابن الأثير: ج 1، ص 65.
(3) الطرماح بن عدي، عده الشيخ الطوسي رحمه الله في رجاله تارة من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) قائلا: الطرماح بن عدي رسوله (عليه السلام) إلى معاوية، وأخرى من أصحاب الحسين (عليه السلام)، وهو في غاية الجلالة والنبالة، ولولا إلا مكالماته مع معاوية التي أظلمت الدنيا في عينه لأجلها وملازمته لسيد الشهداء (عليه السلام) في الطف لكفاه شرفا وجلالة.
تنقيح المقال: ج 2، ص 109.
(4) الفائق للزمخشري: ج 1، ص 58.
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»
الفهرست