رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ١ - الصفحة ٨٥
ما أحب أن استقبلك بما سمعته منه
____________________
جعلت فداك (1)، انتهى.
وقال بعض أهل اللغة: الفدى مقصورة بفتح الفاء وكسرها: مصدر فداه وأما الفداء بالكسر والمد: فمصدر فأداه مفاداة وفداء مثل: قاتله مقاتلة وقتالا.
قال المبرد: (2) المفاداة أن تدفع رجلا وتأخذ رجلا، والفدى أن تشتريه، وقيل:
هما واحد (3) *.
قوله: «ما أحب» أحببت الشئ بالألف فهو محب وحبته، أحبه من باب ضرب فهو محبوب والقياس: أحبه (بالضم) لكنه غير مستعمل، وحببته، أحبه من باب تعب لغة وأحببت بالألف أكثر من حببت وان جرى عليها محبوب كثيرا حتى استغنى بها عن محب، فلا تكاد تجده إلا في قول عنترة: (4).
ولقد نزلت فلا تظني غيره * مني بمنزلة المحب المكرم (5) ونظيره: محسوس، من حس والأكثر أحس ولا تكاد تجد محسا.
قوله: «أن استقبلك بما سمعته منه» أي أواجهك بالذي سمعته منه في أمرك فتكون (ما): موصولة، أو بشيء سمعته منه فتكون نكرة موصوفة وإنما كره الروي أن يستقبله بما سمعه منه في أمره لأنه أشفق عليه أن يحزن خوفا من القتل، ففهم

(١) القاموس: ج ٤، ص ٣٧٥، وفيه: " أعطى شيئا ".
(٢) وهو أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي المبرد الثمالي البصري النحوي اللغوي، صاحب مصنفات كثيرة منها: كتاب الكامل المعروف، والروضة، والمقتضب، ومعاني القرآن، وغيرها توفي سنة ٢٨٥ هجرية ببغداد، ودفن في مقبرة باب الكوفة في داره. الكنى والألقاب: ج ٣، ص ١١٠.
(٣) المصباح المنير للفيومي: ص 636.
(4) هو عنترة بن شداد العبسي، وأمه حبشية، كان أبوه قد استبعده على عادة العرب في استعباد أبناء الإماء. انظر شرح المعلقات للزوزني: ص 190.
(5) شرح المعلقات السبع للزوزني: ص 193.
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست