رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ١ - الصفحة ٥٠٠
يا نافذ العدة يا وافى القول يا مبدل السيئات بأضعافها من الحسنات إنك ذو الفضل العظيم.
____________________
الثالثة: في إدخال قوم حوسبوا واستحقوا العذاب أن لا يعذبوا.
الرابعة: في إخراج من ادخل النار من العصاة.
الخامسة: في رفع الدرجات.
وأنكر بعض المعتزلة والخوارج، الشفاعة الرابعة، وتمسكوا بقوله تعالى: فما تنفعهم شفاعة الشافعين (1) وبقوله تعالى: ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع (2).
وأجيب: بأن هذه الآيات في الكفار ومذهب أصحابنا والأشاعرة جواز الشفاعة عقلا ووجوبها سمعا لصريح قوله تعالى: يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولا (3). وقوله تعالى: ولا يشفعون إلا لمن ارتضى (4) وقد جاءت الأخبار التي مبلغها التواتر بصيغة الشفاعة في الآخرة لمذنبي المؤمنين جعلنا الله ممن تناله شفاعة نبيه وآله الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين * نافذ العدة بالذال المعجمة: أي ماضيها، من نفذ السهم كقعد نفوذا: إذا خرق الرمية وخرج منها، أي: لا خلف لعدته بل هي ماضية لا مرد لها كالسهم النافذ لا مرد له ولا وقوف.
والعدة: الوعد، وأصلها وعدة بالكسر استثقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى العين ثم حذفت الواو ولزمت تاء التأنيث عوضا منها.

(1) سورة المدثر: الآية 48.
(2) سورة الغافر: الآية 18.
(3) سورة طه: الآية 109.
(4) سورة الأنبياء: الآية 28.
(٥٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 525 ... » »»
الفهرست