____________________
العمر حجة واحدة مع إمكان الإنسان وطاقته أن يصلي أكثر من الخمس، ويصوم أكثر من الشهر، ويحج أكثر من حجة، لكنه تعالى أراد بنا اليسر فضلا منه ورحمة كما قال: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر (1)، وهذه الفقرة من باب التكميل، وهو أن يؤتى بكلام في فن فيرى أنه ناقص فيكمل باخر فانه (عليه السلام) لما قال ولم يكلفنا إلا وسعا توهم إن ذلك يوهم انه كلفنا مبلغ وسعنا فكمل بقوله: ولم يجشمنا إلا يسرا نفيا لذلك الإيهام وهذا من كمال البلاغة وإيفائها حقوقها. لم يدع: أي لم يترك، وهو من الودع بمعنى الترك، قالوا: ولم يستعمل منه إلا المضارع، والأمر، فلا يقال: ودعه بل تركه، ولا وادع ولكن تارك، ولا تقل:
أعجبني ودعك الفحش، بل تركك، ولا مودوع ولكن متروك، وما ورد منه فشاذ.
ومثله وذر إنما يقال منه ذر ولا تذر لا غير.
والحجة بالضم: ما دل على صحة الدعوى.
والعذر: التفصي عن الذنب بوجه معقول، والمعنى إنه تعالى لما لم يكلفنا إلا دون وسعنا ولم يشق علينا في شيء من التكاليف، لم يترك لأحد حجة يحتج بها ولا عذرا يقيمه في عدم طاعته ولزوم أوامره ونواهيه التي لا كلفة علينا في القيام بها، بل له تعالى الحجة البالغة.
وعن الصادق (عليه السلام): إذا نظرت في جميع الأشياء لم تجد أحدا في ضيق، ولم تجد أحدا إلا ولله عليه الحجة، وما أمروا إلا بدون سعتهم، وكل شيء أمر الناس به فهم يسعون له، وكل شيء لا يسعون له فهو موضوع عنهم، ولكن الناس لا خير فيهم (2).
أعجبني ودعك الفحش، بل تركك، ولا مودوع ولكن متروك، وما ورد منه فشاذ.
ومثله وذر إنما يقال منه ذر ولا تذر لا غير.
والحجة بالضم: ما دل على صحة الدعوى.
والعذر: التفصي عن الذنب بوجه معقول، والمعنى إنه تعالى لما لم يكلفنا إلا دون وسعنا ولم يشق علينا في شيء من التكاليف، لم يترك لأحد حجة يحتج بها ولا عذرا يقيمه في عدم طاعته ولزوم أوامره ونواهيه التي لا كلفة علينا في القيام بها، بل له تعالى الحجة البالغة.
وعن الصادق (عليه السلام): إذا نظرت في جميع الأشياء لم تجد أحدا في ضيق، ولم تجد أحدا إلا ولله عليه الحجة، وما أمروا إلا بدون سعتهم، وكل شيء أمر الناس به فهم يسعون له، وكل شيء لا يسعون له فهو موضوع عنهم، ولكن الناس لا خير فيهم (2).