____________________
العرب قد تبدأ بالشيء والمقدم غيره لنكتة ما، وإلا فالمقام يقتضي الترقي من الأدنى إلى الأعلى كما قال تعالى: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض (1).
وعلى ذلك ما يحكى إن رجلا غضب على غلام له فاستشفع الغلام إلى سيده إنسانا فشفعه فأخذ الغلام يعفر في التراب خده ويسقي الأرض دمعه، فقال الشفيع: ولم ذلك كله وقد عفا عنك، فقال السيد: إنه يطلب الرضا وليس ذلك إليه، فإنما يبكي لأجله، أو للتنبيه على أن عفوه جل شأنه ليس كعفو غيره الذي هو عبارة عن محو الذنب فقط حتى يكون رضاه الذي هو عبارة عن ثوابه بعده، بل عفوه أبلغ من رضاه لأن رضاه كما علمت ثوابه، والثواب هو النفع المستحق.
وأما عفوه فيتضمن النفع من غير استحقاق لأنه كريم العفو، ومعنى كرم عفوه تبديل السيئة حسنة.
كما ورد في الحديث: إن جبرئيل (عليه السلام) سمع إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه يقول: يا كريم العفو، فقال له: أو تدري يا إبراهيم ما كرم عفوه؟ قال: لا يا جبرئيل، قال: إن عفا عن السيئة كتبها حسنة (2).
ويدل عليه قوله تعالى: إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما (3)، هذا إن فسرنا الرضا بالثواب.
وإن فسرنا بإرادة الخير للعبد فيكون سبب كل سعادة وموجب كل فوز، وبه ينال كرامته التي هي أكبر أصناف الثواب كما قال تعالى: ورضوان من الله
وعلى ذلك ما يحكى إن رجلا غضب على غلام له فاستشفع الغلام إلى سيده إنسانا فشفعه فأخذ الغلام يعفر في التراب خده ويسقي الأرض دمعه، فقال الشفيع: ولم ذلك كله وقد عفا عنك، فقال السيد: إنه يطلب الرضا وليس ذلك إليه، فإنما يبكي لأجله، أو للتنبيه على أن عفوه جل شأنه ليس كعفو غيره الذي هو عبارة عن محو الذنب فقط حتى يكون رضاه الذي هو عبارة عن ثوابه بعده، بل عفوه أبلغ من رضاه لأن رضاه كما علمت ثوابه، والثواب هو النفع المستحق.
وأما عفوه فيتضمن النفع من غير استحقاق لأنه كريم العفو، ومعنى كرم عفوه تبديل السيئة حسنة.
كما ورد في الحديث: إن جبرئيل (عليه السلام) سمع إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه يقول: يا كريم العفو، فقال له: أو تدري يا إبراهيم ما كرم عفوه؟ قال: لا يا جبرئيل، قال: إن عفا عن السيئة كتبها حسنة (2).
ويدل عليه قوله تعالى: إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما (3)، هذا إن فسرنا الرضا بالثواب.
وإن فسرنا بإرادة الخير للعبد فيكون سبب كل سعادة وموجب كل فوز، وبه ينال كرامته التي هي أكبر أصناف الثواب كما قال تعالى: ورضوان من الله