____________________
والخلق في الأصل: مصدر بمعنى التقدير يقال: خلقت الأديم للسقاء، إذا قدرته له قبل القطع، ثم استعمل في إيجاد الشيء وإنشائه على غير مثال سبق فقيل: خلق الله الأشياء خلقا باعتبار الإيجاد على وفق التقدير الذي أوجبته الحكمة، ثم أطلق على المخلوق من باب إطلاق المصدر على اسم المفعول مجازا، والمراد به هنا الثقلان لإعادة ضمير العقلاء عليه، ولما سيأتي في الدعاء مما يدل على أن المراد به ذلك، وإن كان جميع المخلوقات يجري عليه هذا الحكم، ولك حمله على مطلق الخلق فيكون إعادة ضمير العقلاء عليه من باب التغليب، وإعادة الضمائر الآتية المعينة لإرادة الثقلين من باب الاستخدام، وهو وضميره في إخترعهم كلاهما مفعول به عند الجمهور.
وذهب جماعة من الأئمة منهم الشيخ عبد القاهر الجرجاني (1)، وفخر الدين الرازي، والزمخشري، وابن الحاجب، وابن هشام: إلى أن مثل ذلك مفعول مطلق، قالوا: لأن المفعول به ما كان موجودا قبل الفعل، ثم أوقع الفاعل به فعلا كضربت زيدا، فزيد كان موجودا قبل الضرب وأنت فعلت به الضرب، والمفعول المطلق، ما كان فعل الفاعل فيه هو فعل إيجاده كالسماوات في: خلق الله السماوات فإنها لم تكن موجودة، بل عدما محضا والله تعالى أوجدها وخلقها من العدم، فكانت مفعولا مطلقا لا مفعولا به.
قال ابن هشام: والذي غر أكثر النحويين في هذه المسألة: إنهم يمثلون المفعول المطلق بأفعال العباد وهم إنما يجري على أيديهم إنشاء الأفعال لا الذوات، فتوهموا
وذهب جماعة من الأئمة منهم الشيخ عبد القاهر الجرجاني (1)، وفخر الدين الرازي، والزمخشري، وابن الحاجب، وابن هشام: إلى أن مثل ذلك مفعول مطلق، قالوا: لأن المفعول به ما كان موجودا قبل الفعل، ثم أوقع الفاعل به فعلا كضربت زيدا، فزيد كان موجودا قبل الضرب وأنت فعلت به الضرب، والمفعول المطلق، ما كان فعل الفاعل فيه هو فعل إيجاده كالسماوات في: خلق الله السماوات فإنها لم تكن موجودة، بل عدما محضا والله تعالى أوجدها وخلقها من العدم، فكانت مفعولا مطلقا لا مفعولا به.
قال ابن هشام: والذي غر أكثر النحويين في هذه المسألة: إنهم يمثلون المفعول المطلق بأفعال العباد وهم إنما يجري على أيديهم إنشاء الأفعال لا الذوات، فتوهموا