____________________
والبرهان يؤديان إليه، وهو إن القوة الباصرة التي في عيوننا قوة جسمانية وجودها وقوامها بالمادة الوضعية، وكل ما وجوده وقوامه بشيء، فقوام فعله وانفعاله بذلك الشيء، إذ الفعل والانفعال بعد الوجود وفرعه، إذ الشيء يوجد أولا إما بذاته أو بغيره، ثم يؤثر في شيء، أو يتأثر عنه، فكل ما كان وجود القوة بنفسها متعلقا فيه بمادة جسمانية بما لها من الوضع، كان تأثيرها، أو تأثرها أيضا بمشاركة المادة، ووضعها بالقياس إلى ما تؤثر فيه، أو تتأثر عنه فلأجل ذلك، نحكم بأن البصر لا يرى إلا ما له نسبة وضعية إلى محل، فالباصرة والسامعة لا تبصر ولا تسمع إلا ما وقع منهما في جهة أو أكثر، فهذا هو البرهان.
تذنيب ذهب أهل السنة إلى جواز رؤيته تعالى في الدنيا عقلا، واختلفوا في وقوعها، وإلى جوازها في الآخرة عقلا، ووقوعها فيها إجماعا.
منهم قالوا: إن رؤية الله تعالى جائزة في الدنيا عقلا، لأنه تعالى علق رؤية موسى (عليه السلام) على استقرار الجبل، وهو في نفسه أمر ممكن، والمعلق على الممكن ممكن، ولأنها لو كانت ممتنعة لم يسألها بقوله: رب أرني أنظر إليك (1) لأن العاقل لا يطلب المحال، فدل سؤاله على أنه كان يعتقد جوازها فتكون جائزة وإلا لزم جهل النبي العظيم المعزز بالتكليم بما يجوز عليه سبحانه، ويمتنع.
واختلف في وقوعها، وفي أن الرسول (عليه السلام) هل رآه ليلة الإسراء أم لا؟ فأنكرته عائشة، وجماعة من الصحابة، والتابعين، والمتكلمين.
تذنيب ذهب أهل السنة إلى جواز رؤيته تعالى في الدنيا عقلا، واختلفوا في وقوعها، وإلى جوازها في الآخرة عقلا، ووقوعها فيها إجماعا.
منهم قالوا: إن رؤية الله تعالى جائزة في الدنيا عقلا، لأنه تعالى علق رؤية موسى (عليه السلام) على استقرار الجبل، وهو في نفسه أمر ممكن، والمعلق على الممكن ممكن، ولأنها لو كانت ممتنعة لم يسألها بقوله: رب أرني أنظر إليك (1) لأن العاقل لا يطلب المحال، فدل سؤاله على أنه كان يعتقد جوازها فتكون جائزة وإلا لزم جهل النبي العظيم المعزز بالتكليم بما يجوز عليه سبحانه، ويمتنع.
واختلف في وقوعها، وفي أن الرسول (عليه السلام) هل رآه ليلة الإسراء أم لا؟ فأنكرته عائشة، وجماعة من الصحابة، والتابعين، والمتكلمين.