رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ١ - الصفحة ١٦٠

____________________
الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها (1).
وقال الكسائي: أصلها آيية فاعلة (2) كضاربة، وكان يلزم اليائين الإدغام على نحو دابة وخاصة ويكون مستثقلا فحذفوا إحدى اليائين.
قوله: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك (3)، اتفق المسلمون على أن الرؤيا التي يراها النبي (صلى الله عليه وآله) بعد النبوة نوع من أنواع الوحي.
قيل: وهي أربعة عشر:
الأول: الرؤيا ومنه قول ابن إبراهيم (عليه السلام): يا أبت افعل ما تؤمر (4) في جواب قوله: يا بنى إني أرى في المنام أنى أذبحك (5).
الثاني: النفث في الروع ومنه قوله (صلى الله عليه وآله): إن روح القدس نفث في روعي، إن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ورزقها فاتقوا الله واجملوا في الطلب (6).
الثالث: ما يأتيه كصلصلة الجرس وهو أشد عليه وكان كذلك ليستجمع عند تلك الحالة فيكون أوعى (7) لما يسمع (8).
الرابع: أن يتمثل له الملك رجلا كما كان يأتيه في صورة دحية الكلبي، وكان

(١) و (٢) تفسير روح المعاني للآلوسي: ج ١، ص ٢٤٠.
(٣) سورة الإسراء: الآية ٦٠.
(٤) و (٥) سورة الصافات: الآية ١٠٢.
(٦) الكافي: ج ٥، ص 83، ح 11، مع اختلاف يسير في العبارة.
(7) (الف)، و (ج): أدعى.
(8) صحيح البخاري. ج 1، ص 2، ونص الحديث: سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أحيانا يأتيني مثل صلصة الجرس، وهو أشده علي، فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال ".
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست