____________________
شأنه، وأحب الناس ولايته وارتضوا سيرته، وكان أبو حنيفة قد أفتى الناس بالخروج معه وكتب إليه:
أما بعد: فانى جهزت إليك أربعة آلاف درهم ولم يكن عندي غيرها، ولولا أمانات للناس عندي للحقت بك، فإذا لقيت القوم وظفرت بهم فافعل كما فعل أبوك في أهل صفين، اقتل مدبرهم، وأجهز على جريحهم، ولا تفعل كما فعل في أهل الجمل، فان القوم لهم فئة.
ويقال: إن هذا الكتاب وقع (1) إلى المنصور فكان سبب تغيره على أبي حنيفة، ولما بلغ المنصور خروج إبراهيم ندب عيسى بن موسى من المدينة إلى قتاله، وسار إبراهيم من البصرة حتى التقيا بباخمرى قرية قريبة من الكوفة، فنشبت الحرب بينهم، وانهزم عسكر عيسى بن موسى، فنادى إبراهيم: لا يتبعن أحد منهزما، فعاد أصحابه فظن أصحاب عيسى إنهم انهزموا، فكروا عليهم فقتلوه وقتلوا أصحابه الا قليلا، ولما اتصل بالمنصور انهزام عسكره قلق قلقا عظيما، ثم جاءه بعد ذلك خبر الظفر وجئ برأس إبراهيم فوضع في طست بين يديه فلما نظر إليه قال: وددت انه فاء إلى طاعتي، وكان قتله لخمس بقين من ذي القعدة وقيل: في ذي الحجة سنة خمس وأربعين ومائة، وهو ابن ثمان وأربعين سنة والله أعلم. صرت إلى المدينة: أي رجعت إليها، و (آل) في الحديث عهدية ومعهودها خارجي، أي الحديث المذكور سابقا.
وبكى يبكى، بكى وبكاء بالقصر والمد، وقيل: القصر مع خروج الدموع،
أما بعد: فانى جهزت إليك أربعة آلاف درهم ولم يكن عندي غيرها، ولولا أمانات للناس عندي للحقت بك، فإذا لقيت القوم وظفرت بهم فافعل كما فعل أبوك في أهل صفين، اقتل مدبرهم، وأجهز على جريحهم، ولا تفعل كما فعل في أهل الجمل، فان القوم لهم فئة.
ويقال: إن هذا الكتاب وقع (1) إلى المنصور فكان سبب تغيره على أبي حنيفة، ولما بلغ المنصور خروج إبراهيم ندب عيسى بن موسى من المدينة إلى قتاله، وسار إبراهيم من البصرة حتى التقيا بباخمرى قرية قريبة من الكوفة، فنشبت الحرب بينهم، وانهزم عسكر عيسى بن موسى، فنادى إبراهيم: لا يتبعن أحد منهزما، فعاد أصحابه فظن أصحاب عيسى إنهم انهزموا، فكروا عليهم فقتلوه وقتلوا أصحابه الا قليلا، ولما اتصل بالمنصور انهزام عسكره قلق قلقا عظيما، ثم جاءه بعد ذلك خبر الظفر وجئ برأس إبراهيم فوضع في طست بين يديه فلما نظر إليه قال: وددت انه فاء إلى طاعتي، وكان قتله لخمس بقين من ذي القعدة وقيل: في ذي الحجة سنة خمس وأربعين ومائة، وهو ابن ثمان وأربعين سنة والله أعلم. صرت إلى المدينة: أي رجعت إليها، و (آل) في الحديث عهدية ومعهودها خارجي، أي الحديث المذكور سابقا.
وبكى يبكى، بكى وبكاء بالقصر والمد، وقيل: القصر مع خروج الدموع،