رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ١ - الصفحة ٣١٨

____________________
فسبحان من احتجب بغير حجاب وتقدس عن إدراك العقول والألباب.
قوله (عليه السلام) «وألهمنا من شكره». الإلهام: ما يلقى في القلب بطريق الفيض فلا يجب إسناده واستناده إلى المعرفة بالنظر في الأدلة.
قال في الغريب: يقال لما يقع في النفس من عمل الخير: إلهام، ولما يقع من الشر وما لا خير فيه: وسواس، ولما يقع من الخوف: إيحاش: ولما يقع من تقدير نيل الخير: أمل، لما يقع من التقدير الذي لا على الإنسان ولا له: خاطر انتهى (1).
قالوا والفرق بين الإلهام والوحي من وجوه:
أحدها: أن الإلهام يحصل من الحق تعالى من غير واسطة الملك، والوحي يكون بواسطته.
الثاني: أن الوحي من خواص الرسالة، والإلهام من خواص الولاية.
الثالث: أن الوحي مشروط بالتبليغ كما قال تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك (2) دون الإلهام.
ومنهم من جعل الإلهام نوعا من الوحي كما تقدم.
وأما لغة: فيطلق أحدهما على الآخر، ومنه وأوحى ربك إلى النحل (3) أي: ألهمها وقذف في قلوبها. والشكر: حالة نفسانية تنشأ من العلم بالمشكور وصفاته وإنعامه، وتثمر العمل بالقلب واللسان والأركان وهم بالنظر إلى تلك الثمرة، عرفوه: بأنه فعل دال على تعظيم المنعم قولا وعملا واعتقادا. وتخصيصه بالإلهام قد وقع نحوه في كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال في مفتتح خطبة له: «الحمد لله الملهم عباده حمده» (4).

(١) لم نعثر عليه.
(٢) سورة المائدة: الآية ٦٧.
(٣) سورة النحل: الآية ٦٨.
(٤) الكافي: ج ١، ص 139، ح 5.
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 316 317 318 319 320 322 324 325 ... » »»
الفهرست